طرابلس - رويترز - قال قائد قوات أمن مطار طرابلس أمس إن معركة بالأسلحة النارية اندلعت الليلة الماضية عندما حاول مسلحون يركبون سيارات تابعة للجيش الوطني الليبي الجديد السيطرة على مطار طرابلس من ميليشيا لها نفوذ. وهذه أحدث واقعة ضمن سلسلة من الاشتباكات بين ميليشيات متناحرة أصبحت لها قوة فعلية في ظل غياب حكومة مركزية تعمل بكامل طاقتها في شوارع ليبيا منذ إطاحة معمر القذافي خلال الانتفاضة الشعبية. وقال مختار الأخضر قائد ميليشيا من الزنتان إلى الجنوب الغربي من طرابلس تسيطر على المطار الدولي إن مجموعة سيارات اقتربت من نقطة تفتيش على بعد ثلاثة كيلومترات من المطار. وأضاف أن هؤلاء المسلحين قالوا إنهم جاؤوا للسيطرة على الأمن واندلعت بعد ذلك معركة بالأسلحة النارية. وأشار إلى أنه لم يسقط قتلى لكن أصيب اثنان من قواته. وأضاف أن من حضروا كانوا يستخدمون سيارات تابعة للجيش الوطني، «وعندما سألت قواته خليفة حفتر (القائم بأعمال رئيس أركان الجيش الليبي) قال إنه لا يعرف هؤلاء الناس». وتابع أن المعركة هدأت بعد تدخل من رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل ورئيس الوزراء عبدالرحمن الكيب ووزير الدفاع أسامة الجوالي. ولم يعقب الناطق العسكري باسم المجلس الانتقالي أحمد باني على تفاصيل الواقعة، لكنه قال إنه ليست هناك مشكلة سياسية أو أي مشكلة أخرى وإن المشكلة تم حلها. وأصبحت الحكومة المركزية في ليبيا تعمل في شكل أكبر على ترسيخ نفوذها وتشير إلى أن الوقت قد حان كي تسلم الميليشيات التي ظهرت خلال الانتفاضة التي استمرت سبعة أشهر لإنهاء حكم القذافي، مهمة الأمن إلى قوات وطنية من الجيش والشرطة. وأمهل مجلس مدينة طرابلس الميليشيات من بلدات أخرى حتى 20 كانون الأول (ديسمبر) الجاري للعودة إلى بلداتهم. وقال رئيس المجلس إنه في حال تجاهلها للمهلة فسيجري إغلاق كل الطرق المؤدية للمدينة أمام كل السيارات باستثناء تلك التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية. ويصرح معظم زعماء الميليشيات بأنهم مستعدون لتسليم السلطة لمؤسسات مركزية بمجرد تلقيهم أوامر بذلك من المجلس الوطني الانتقالي. لكن قوة الشرطة والجيش بدأت العمل لتوها. ويعتقد بعض الميليشيات أنه في حال انسحابه سيؤدي ذلك إلى إحداث فراغ تشغله ميليشيات أخرى منافسة، خصوصاً الإسلامية. وتمثل منطقة مطار طرابلس الدولي بؤرة توتر بالفعل. وفي نهاية الشهر الماضي احتجز مسلحون من الزنتان لفترة قصيرة عبدالحكيم بلحاج، وهو زعيم إسلامي ينتمي إلى أكبر الميليشيات في طرابلس، بينما كان يحاول افتعال معركة. وقال الأخضر إن رجاله مسموح لهم بالوجود عند المطار، مضيفاً أن وجودهم هناك يرجع إلى أوامر من المجلس الانتقالي وأن المجلس أرسل لهم خطاباً يطلب منهم تولي مسؤولية أمن المطار.