خاضت ميليشيات متنافسة معركة بالاسلحة النارية استمرت ساعتين للسيطرة على منزل فاخر على الشاطيء يستخدم ثكنة عسكرية بالعاصمة الليبية امس الاول الاربعاء مما يظهر مدى هشاشة الوضع الأمني في البلاد بعد الاطاحة بمعمر القذافي. وذكرت وكالة رويترز في نبأ لها من العاصمة الليبية انه امكن سماع تبادل نيران الاسلحة الثقيلة والخفيفة بمنطقة شاطيء الساعدي بطرابلس وهي منطقة على ساحل البحر المتوسط تطل عليها مبان إدارية شاهقة وفندق ماريوت. وقال شاهد كان على الشاطيء مع أسرته لقناة تلفزيون محلية ان مقاتلين اقتحموا المنزل بعدما جاءوا على متن شاحنات صغيرة تحمل مدافع مضادة للطائرات وتوقفت على الطريق الساحلي السريع. وتابع الشاهد "حدثت فوضى. وصل المقاتلون فجأة في سيارات وبدأوا في إطلاق النار على المنزل. هربت الأسر من على الشاطيء." وكانت ميليشيا من مصراتة وصلت الى طرابلس أثناء الحرب الأهلية العام الماضي تستخدم المنزل ثكنة عسكرية. وهذا المنزل ملك الساعدي القذافي الذي يقيم الآن في النيجر إثر هروبه عبر الحدود بعد سيطرة قوات المجلس الوطني الانتقالي على طرابلس في أغسطس آب. وقال عضو باللجنة الأمنية العليا التابعة للمجلس الوطني الانتقالي ان القتال جرى بين ميليشيا من مصراتة ووحدات من الزنتان. وشاركت الجماعات من المدينتين في القتال للاطاحة بالقذافي وتستخدم الآن قوتها المسلحة لفرض نفوذها في ليبيا الجديدة. واضاف العضو الذي طلب عدم نشر اسمه "لا نعرف سبب القتال لكن القوات الحكومية طوقت المنطقة والوضع هاديء الآن." ويحاول المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا جهده لفرض سيطرته على البلاد وتشكيل جيش وقوة شرطة وطنية تستطيع أداء دورها بفاعلية. وتملأ الميليشيات المدججة بالسلاح الفراغ الأمني. ورغم ان مقاتلي هذه الميليشيات يعلنون ولاءهم للمجلس الوطني الانتقالي إلا انهم يتعاملون فقط مع قادتهم المحليين. وأقامت العديد من الميليشيات من خارج العاصمة قواعد لها في طرابلس. وتندلع الاشتباكات بين هذه الميليشيات بين الحين والآخر غالبا بسبب الخلاف على السيطرة على أحياء المدينة. وتمثل اشتباكات الأربعاء المرة الأولى على مدى أسابيع التي تدور فيها معركة كبرى في وسط العاصمة.