في منتجع في ولاية المصنعة ولمدة أربعة أيام، التقت مجموعة من الشباب في حوارات مفتوحة ضمن فاعليات «ملتقى مسقط للشباب 2011» وهو أحد المبادرات المعنية بالشباب في سلطنة عمان، وتنظمه وحدة إدارة الهوية التسويقية للسلطنة، و «ملتقى مسقط للشباب» للسنة الثالثة. ويعقد الملتقى أيضاً بدعم من جهات كثيرة مثل ديوان البلاط السلطاني ممثلاً ب «مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية» ووزارة الخارجية ووزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وصندوق الأممالمتحدة للسكان والأمانة العامة للكومنولث. وأقيم الملتقى من 4 إلى 7 كانون الأول (ديسمبر)، بمشاركة 200 طالب وطالبة من مختلف المؤسسات التعليمية من داخل السلطنة وخارجها. ومن الدول المشاركة جمهورية بيلاروسيا وتركيا وأستراليا والسويد وألمانيا وفرنسا وأميركا والمملكة المتحدة وتونس وسنغافورة والهند وباكستان والصين وماليزيا والبرازيل. ناقش الشباب موضوعات ذات علاقة بعالمهم ومجتمعهم، إضافة إلى كيفية تفعيل دورهم وإشراكهم في دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات من خلال إيجاد سبل الحوار الثقافي وتسهيل دخول الشباب في أعمال تخدم المجتمع، واتخاذ موقف إيجابي منها وتشجيعهم على التحلي بروح الإبداع والابتكار، وحضهم على التعبير في شكل إيجابي عن مقترحاتهم وأفكارهم حول التحديات المستقبلية. وتضمنت الحوارات ثلاثة محاور هي الأعمال التجارية ذات البعد الاجتماعي والفن والثقافة في البيئة الحضرية والطفرة المعلوماتية. وعرّف الأمين العام لوزارة الخارجية بدر البوسعيدي الشباب المشاركين بدور بلادهم في حوار الحضارات، فيما أوضح الرئيس التنفيذي للوحدة المنظمة للحدث فيصل بن تركي آل سعيد أهمية هذه المبادرة والرسالة التي يحملها الملتقى والمتمثلة في «الدعوة إلى مشاركة الشباب في حوار مفتوح حول التحديات المستقبلية والوقوف على متطلبات التنمية المستدامة في كل المجالات، وسبل التعامل مع هذه التحديات بفاعلية أكبر وفكر خلاق والتركيز على استنباط أفكار جديدة تحمل طابع الإبداع والابتكار من الشباب أنفسهم»، مشيراً إلى سعيهم «من خلال هذه المبادرة إلى ترجمة أهداف الهوية التسويقية من خلال الاستفادة من أهم وأكبر شريحة في المجتمع العُماني، الشريحة التي تشكل طاقة كبيرة ينبغي الاستفادة منها من أجل الدفع بمسيرة التنمية واستكمالها في شتى المجالات». وتضمن محور «الطفرة المعلوماتية» ست حلقات عمل متنوعة شددت على أهمية الوعي الإعلامي والاتصالات الرقمية، وكيفية تناول المستجدات المحلية والعالمية من خلال هذه القنوات. الإعلام الاجتماعي وشارك الشباب في حلقة عمل حول «أسس الإعلام الاجتماعي» متعرفين إلى سبل التواصل عبر الشبكة المعلوماتية والتحديات التي تواجه الاتصالات الإلكترونية وما تفرضه على المجتمعات من تحديات معرفية يفترض التعامل معها لتستفيد من وسائل الإعلام الاجتماعية بما يؤدي «دوراً مهماً في مساعدة المجتمع على تقديم خدمات فعَّالة للشباب في الوقت الحالي، وتعد وسيلة مهمة لإشراك الشباب في إعداد الخدمات التي يتم تقديمها لهم». وفي جلسة عمل أخرى تعرف الشباب إلى «فن التغطية الإذاعية» من خلال حلقة عمل ألقت الضوء على أساسيات الاتصال وكيفية توظيفها في مجال العمل الإذاعي، وتمت مناقشة كيفية إعداد وإنتاج برامج إذاعية قصيرة، وخرج المشاركون ببرنامج إذاعي قصير يناقش مواضيع تنموية تهم الشباب من خلال استخدام شبكة المعلومات الدولية وإجراء المقابلات، واستخدام التقنيات الحديثة. وسعت حلقات العمل إلى تقريب الشباب بصورة أكبر من قضاياهم، من خلال الحوار المباشر والمفتوح، ورأت المشرفة عليها منى الغريبية أنها تهدف إلى «مشاركة عالمية بين مختلف الأعمار ومختلف أقطار العالم للتعرف إلى ثقافات ومبادئ ومهارات وفنون متعددة للتواصل والتحاور وبناء جيل المستقبل، إضافة إلى تنمية مهارات المشاركين في الكثير من مجالات الحياة وسوق العمل والتدريب على ثقافة الحوار والتحليل وصقل مواهبهم وإثرائهم في مجالات الفن والتكنولوجيا وكسر العمل الرتيب من أجل التعلم واكتساب مهارات جديدة خارج المدرسة». وفي جلسة بعنوان «المدن الحضرية المستدامة» قدم الشباب المشاركون آراءهم ومقترحاتهم حول مصادر الطاقة المتجددة والجهود المبذولة للاستفادة منها وللتقليل من الانبعاثات الكربونية، بخاصة في المدن التي أصبحت تعاني من الاكتظاظ السكاني.