التقى في منتجع النهضة في مسقط 180 شاباً من السلطنة وعدد من دول العالم للمشاركة في فعاليات «ملتقى مسقط الثاني للشباب 2010» ضمن مبادرات وحدة ادارة الهوية التسويقية للسلطنة وبمشاركة مؤسسات دولية واقليمية ومحلية متخصصة من بينها أمانة الكومنولث، وThe Young Business Foundation ،The Prince's Trust من المملكة المتحدة، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم. ورأى الرئيس التنفيذي للوحدة المنظمة للحدث فيصل بن تركي آل سعيد أن الملتقى يهدف إلى طرح مساحة للحوار بين الشباب في محاور وموضوعات تتعلق بجوانب تنموية واقتصادية وإعلامية وغيرها، وإشراك الشباب في هذه المحاور، مشيراً إلى أن السلطنة دولة فتية نسبة كبيرة من سكانها هم دون سن ال20، ولذلك جاءت فكرة الملتقى لإيجاد مساحة للحوار في موضوعات متنوعة لهذه الفئة المهمة والتي ستشكل الركيزة الأساسية ضمن رؤية عمان المستقبلية 2020. وأضاف أن ما يميز الملتقى هذا العام عن السنة الماضية هو زيادة عدد المشاركين من الدرجة الاولى فهناك 13 جنسية تتفاعل من محاضرين ومشرفين او شباب، ويشارك 180 طالباً وطالبة من مؤسسات تعليمية مختلفة وجنسيات متعددة من بريطانيا وألمانيا وهولندا والأردن والكويت والبحرين ولبنان والجزائر والهند وأميركا وسورية إضافة الى السلطنة. يضاف إلى ذلك أن الملتقى خرج عن النطاق الضيق للمؤسسات التعليمية في مسقط للوصول الى مدارس من الولايات والمدن البعيدة من مسقط سواء كان على مستوى المدارس ام جهات التعليم العالي من كليات وجامعات. وركز الملتقى في أربعة أيام من الحوار على الإعلام وكيف يمكن أن يقوم بدور بارز لهوية دولة او مدينة وما مفهوم الإعلام الحديث وكيف للشباب ان يستفيدوا منه. وشدد آل سعيد على الاعلام باعتباره سلاحاً ذا حدين، وقال: «اذا كان الشباب يركزون فيه على الجانب الترفيهي ولا ينظرون إلى الجانب المفيد فكيف يمكن توسيع مداركهم بمعرفتهم بما يدور حولهم من خلال هذه الوسائل الإعلامية الحديثة التي تصل الى كل بيت وأي شخص»، متسائلاً: «كيف يمكن التنمية الحضارية ان تساعد في جهود الحكومة والمؤسسات وكيف يكون للشاب دور في الحفاظ على نظافة المدن وما هي الأفكار التي نستطيع الخروج بها والتي يمكن ان تتبناها بعض هذه المؤسسات في تنمية خططها». وتوقع رئيس وحدة الهوية أن تشهد السنوات المقبلة تحول الملتقى إلى مهرجان سنوي للشباب، مشيراً إلى تصميم عماني على وجود مفهوم حوار الشباب وسيتم «انتقاء شباب عمانيين لفتح حوار مع مسؤولين في جهات حكومية للحوار في موضوعات مثل الأعمال التجارية والتنمية والبيئة والسياحة وغيرها». واتسمت الأيام الثلاثة الأولى من الملتقى بحوارات جادة بين الشباب المشاركين فيما خصص اليوم الأخير منه لزيارات سياحية وميدانية للتعرف أكثر الى البلد المضيف. ودارت الحوارات حول ثلاثة محاور رئيسية، الأول حول الريادة في الأعمال التجارية، بهدف تشجيع الشباب على إنشاء اعتمال تجارية خاصة بهم وأبرز التحديات التي تواجه العالم اليوم هي ايجاد فرص وظيفية للأعداد الهائلة والمتزايدة لخريجي المؤسسات التعليمية، والمحور الثاني بحث في موضوع التنمية الحضارية والخطط التنموية التي من شأنها توسيع نطاق التنمية الاقتصادية والنمو الحضري والإسكان والتخطيط والنقل في المدن العمانية، أما المحور الثالث فتناول عدداً من الموضوعات المتعلقة بالإعلام غير التقليدي كالمدونات الإلكترونية والمواقع الاجتماعية الالكترونية (Facebook, Twitter, YouTube ) وكيفية الاستفادة منها. وتحاور الشباب حول مفهوم التنمية الحضرية ومستقبل المدن في السلطنة ومدى تأثير المدن وأسلوب المعيشة فيها على الحياة الثقافية والعوامل التي تسهم في تطوير المُدن العمانية والتحديات التي تواجهها السلطنة في هذا المجال، عبر ستة عوامل رئيسية لها تأثير فعّال على الحياة في المدن وهي: تأثير البيئة المحيطة على الحياة في المدن العمانية، وعملية النزوح للمدن من حيث العلاقة بين المدينة والمقيمين فيها وتأثير السكان على البنية الأساسية والتنمية الاقتصادية. كما ناقش الإبداع والابتكار لجذب المواهب الشابة. وتم التطرق إلى الدور الذي تلعبه المؤسسات التربوية والتعليمية في دفع عجلة التنمية في السلطنة بوجه عام والمدن على وجه الخصوص. وكذلك أثر المدن في التنمية الاجتماعية والإسكان وأسلوب الحياة، وأيضاً تمت مناقشة القوة الشرائية وتأثيرها الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات الحضرية. وتقول اللبنانية بتول إبراهيم حيدر أن الملتقى يتميز بتنوع الجنسيات والحضارات من مختلف الأعمار ما أدى إلى اندماج الأفكار، مشيدة بتميز المحاضرات بخاصة في ما يتعلق بالتطبيق العملي بعد كل محاضرة، مشيرة إلى أن هذه الملتقيات التي تجمع جنسيات مختلفة بأفكارها وثقافاتها وحتى عاداتها لها أهمية في التعرف الى مجتمعات تلك الجنسيات من قرب وليس من طريق الوسائل الاخرى من كتب وانترنت، مضيفة: «إن ما شاهدته وأنا في السلطنة يختلف كثيراً عمّا كنت أسمعه وأنا بعيدة، فمعايشة الواقع والاندماج مع ثقافات مختلفة أوجدت ثقافة جديدة». الكويتي محمد عبدالعزيز المكيمي وصف المحاضرات بالمتعة والمرح والبعد عن الملل والرتابة، وهذا يضفي تميزاً أكثر إضافة إلى وجود جنسيات مختلفة في مكان واحد ما ساهم في التعرف الى ثقافة تلك الجنسيات. أما البحرينية سارة بنت علي أبوالفتح فامتدحت حلقات العمل التي تحدثت عن الاعمال الحرة واعتبرتها مفيدة جداً ومليئة بالتحدي، فيما أكدت العمانية فاطمة بنت علي الكندية هدف الملتقى من تبادل الأفكار والتعرف الى عادات الآخرين. وقالت مديرة المشروع علياء بنت سالم الحوسنية أن اختلاف الجنسيات أو البلدان أثر قليلاً في التنظيم، مشيرة إلى أن الملتقى تميز بأفكاره الجديدة مثل الريادة في الاعمال و «قمنا بانتقاء مجموعة كبيرة من المتحدثين ولم نقتصر على المتحدثين من السلطنة فقط بل سعينا إلى استقطاب خبراء من دول عالمية اخرى. وأردنا من هذا الملتقى ان يتعرف الطلبة الى طرق الاحتكاك بالجنسيات المختلفة وطرق التعامل معها جيداً واحترام آراء الآخرين ليستطيعوا انشاء علاقات متينة مع الطلبة الأجانب».