توجيهات وقرارات الملك عبدالله كلها تصب في خدمة الناس وتيسير أمورهم وخدماتهم، فهو جعل هذا الهدف من أهم مفردات مشروعه الإصلاحي والتنظيمي في وطننا. وقد بدأنا نلمس تنفيذ وتحقيق هدف خادم الحرمين الشريفين في عدد قليل بالمؤسسات والإدارات الحكومية. وقد كان الجميل حقاً أن من أوائل مؤسسات الدولة التي تبنت وأسست لمبدأ التيسير: الديوان الملكي، رأس الأجهزة الحكومية، لقد لاحظ الناس خلال الفترة الماضية عمل الكثير من الإجراءات التي سهّلت متابعة الناس لشؤونهم ومعاملاتهم من دون معاناة المراجعة الشخصية، أو السفر لمن هم خارج مدينة الرياض أو جدة. وكان من بين أهم هذه الإجراءات الموفقة، التي طبقها الديوان: إرسال رسالة جوالية تفيد المواطن أو المقيم بماذا تم من إجراء على معاملته، وكم تسكب مثل هذه الرسالة الارتياح في جوانح الإنسان، خصوصاً إذا كان بعيداً في منطقة نائية، أو كبير سن، أو امرأة، أو من ذوي «الاحتياجات الخاصة». وكان الإجراء الثاني: تيسير وتسهيل لقاء المسؤولين بالديوان للمراجعين الذين تتطلب مواضيعهم المراجعة، وفي مقدم مسؤولي الديوان الذين يلتقي بهم المراجعون: رئيس الديوان خالد التويجري، ونائبه خالد العيسى، مروراً ببقية مسؤولي الديوان... وبقدر ما يثمِّن المتابع هذه الخطوة الموفقة فإنه يرى - مع الأسف - أن كثيراً من الإدارات يجد المراجع صعوبة، بل أحياناً تعذر مقابلة المسؤول في هذه الإدارة أو تلك، على رغم أن حجم العمل لدى إدارات فرعية لا يشكل 5 في المئة من أعمال الديوان ومشاغل مسؤوليه، فهل يكون «الديوان الملكي» قدوة للكثير من الإدارات، خصوصاً مسؤولي فروع الوزارات في مختلف مناطق المملكة؟ الخطوة الثالثة التي قام بها الديوان الملكي لإنجاز الأعمال وترجمة القرارات والأوامر إلى منجز على أرض الوطن، هذه الخطوة «إنشاء الديوان لجهاز يقوم بمتابعة تنفيذ الأوامر والقرارات التي تصدر عن الديوان»، وهي أوامر تتماس مع مصلحة الناس وشؤون تنمية مدن وقرى المملكة، ويقوم على هذا الجهاز مسؤول في الديوان قادر على المتابعة والإنجاز، ولإعطاء هذا الجهاز ما يستحقه جعل على جهازه مسؤولاً بمسمى مساعد رئيس الديوان لمتابعة تنفيذ القرارات والأوامر، وهذا يأتي إيماناً وقناعة من قائد الوطن بأهمية التنفيذ في الوقت المحدد، لأن المحك هو التنفيذ، وتحويل الأوامر من رؤى على الورق إلى رؤية على أرض المشهد الوطني، وهذا يحتاج إلى المتابعة من أعلى سلطة بالدولة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بمن أصدر الأوامر قائد مسيرة التنمية... وكم يتطلع المواطن إلى وجود قسم مختص في كل إدارة بكل جهاز حكومي، سواء مركزياً أو فرعياً، في مختلف أرجاء المملكة يتبع المسؤول الأول بالجهاز الذي يصدر القرارات والتعاميم، وتكون مهمته متابعة التنفيذ حتى لا يتعثر القرار بسبب عدم المتابعة الدقيقة ومراقبة ما تم إنجازه وما لم يتم، وهذا لا يكون ولا يتحقق بالأمنيات وتكرار التعاميم، بل بالعطاء والمتابعة وتحويل القرار إلى إنجاز، ذلك هو دور الأجهزة التنفيذية، وبالإنجاز نترجم حبنا وولاءنا لوطننا بتحقيق ما يتطلع إليه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. إن وطننا بحاجة إلى كل جهد يُبذل، وإلى كل منجز يشرق. [email protected]