عدن، صنعاء - أ ف ب - أكدت مصادر عسكرية ومحلية وقوع اشتباكات في جنوب اليمن أسفرت عن مقتل جنديين و11 ممن يشتبه في انهم من «القاعدة»، فيما عقدت حكومة الوفاق الوطني الجديدة التي شكلت لتفادي حرب أهلية، أول اجتماع بعد ساعات على مقتل جندي في اشتباكات بين قوات حكومية ومسلحين معارضين للرئيس علي عبدالله صالح. وتقاتل القوات الحكومية منذ شهور المسلحين المرتبطين ب «القاعدة» في محافظة أبين، خصوصاً في المناطق المحيطة بمدينة زنجبار، عاصمة المحافظة حيث جرت الاشتباكات الاخيرة. وصرح مصدر عسكري بأن «جنديين قتلا وأصيب أربعون آخرون في معارك اندلعت عندما هاجم عناصر القاعدة مواقع عسكرية تابعة للواء 201 المتمركز الى الشمال الشرقي من زنجبار. وقال مصدر محلي ان «احد عشر مقاتلاً من القاعدة قتلوا في تلك المواجهات بينهم عراقي». واستمرت الاشتباكات التي اندلعت الجمعة حتى بعد ظهر أمس. وفي حادث منفصل قتل من يشتبه في انه عنصر من «القاعدة» على ايدي من كانوا يحرسونه صباح أمس عندما حاول الهرب في مدينة لودر في محافظة أبين، على ما صرح مصدر قبلي. وكان مقاتلون يحاربون الاسلاميين في المنطقة خطفوا العنصر القتيل. وتقاتل قوات الحكومة اليمنية يدعمها مسلحون قبليون، واحياناً ضربات اميركية بطائرات من دون طيار، جماعة انصار الشريعة المرتبطة ب «القاعدة» وتسيطر على زنجبار منذ ايار (مايو) الماضي. واستفادت «القاعدة» من حالة عدم الاستقرار التي يشهدها اليمن بعد مرور 11 شهراً على الاحتجاجات، فعززت مواقعها في انحاء جنوب البلاد. إلى ذلك، عقدت حكومة الوفاق الوطني الجديدة أول اجتماعاتها، وأفادت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي نقل إليه صالح سلطاته بموجب اتفاق توسطت فيه الدول الخليجية المجاورة رأس اجتماع الحكومة الجديدة وتضم اعضاء من المعارضة. وتواجه الحكومة التي أدت اليمين الدستورية أمس تحديات، بينها حركة انفصالية في الجنوب وتمرد في الشمال إلى جانب الجناح الاقليمي لتنظيم «القاعدة» الذي استغل الاضطرابات لتعزيز مواقعه في البلاد. وأعلنت وزارة الدفاع ان جندياً قتل في اشتباكات بين قوات حكومية وقوات معارضة للرئيس صالح في صنعاء في ساعة متأخرة ليل الجمعة. والاشتباكات التي جرت قرب مبانٍ حكومية ومقر صادق الاحمر غريم صالح وتحت امرته عدد كبير من القوات احدث تحد لخطة نقل السلطة التي ابرمت بعد عشرة اشهر من الاحتجاجات ضد صالح. واتهمت وزارة الدفاع على موقعها على شبكة الانترنت قبيلة الاحمر بشن هجمات على حي الحصبة شمال العاصمة لاخراج الجهود الرامية لاقرار الامن والاستقرار في العاصمة وغيرها من المناطق عن مسارها. بدورها، اتهمت المعارضة قوات من الحرس الجمهوري التي يقودها ابن صالح بانتهاك الهدنة واطلاق قذائف مدفعية على أحياء شمال العاصمة، ما ادى إلى اصابة شخص واحد على الاقل. وقال مسؤول إن القوات الموالية لصالح ومسلحي المعارضة بدأوا أول من أمس ينسحبون من شوارع مدينة تعز، مما ادى الى تخفيف العنف الذي هدد بتدمير حل سياسي لشهور من الاضطرابات. وقتل العشرات في تعز منذ أن وقع صالح اتفاقاً الشهر الماضي للتخلي عن السلطة بعد ان امضى 33 عاماً في حكم البلاد. وقال المسؤول أنه تم تشكيل لجنة لاعادة الحياة إلى طبيعتها في تعز وأنها تزيل حواجز طرق متنقلة وضعها معارضو صالح وأنصاره أثناء اشتباكات الشوارع كما أنها تراقب انسحاب القوات من المباني التي تحتلها. وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع من تسليم صالح السلطة رسمياً إلى نائبه عبد ربه منصور هادي ما زال المحتجون ينزلون إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم لموافقة أحزاب المعارضة على اتفاق نقل السلطة الذي يمنح صالح حصانة من المحاكمة. وأعلن حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح أنه سيتوقف عن تنظيم احتجاجات الشوارع الموالية للحكومة بعد صلاة الجمعة لابداء التزامه الحل السياسي. وحض المعارضة على فعل الشيء نفسه. وقال عضو في أحزاب اللقاء المشترك وهو الكيان الذي يمثل المعارضة في اليمن إن التكتل لا يملك سلطة وقف احتجاجات الشوارع التي يقودها شبان لا ينتمون إلى احزاب معارضة. وبموجب اتفاق نقل السلطة الذي توسطت فيه دول خليجية مجاورة لليمن، اتفق حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك على تقاسم المناصب الوزارية، وتشكيل حكومة وفاق وطني لإدارة شؤون البلاد إلى أن تجرى انتخابات الرئاسة في شباط (فبراير) المقبل.