خطا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خطوة عملية أخرى في اتجاه الإنفصال عن العراق، عندما طالب برلمان الإقليم أمس بتحديد موعد للإستفتاء على الإستقلال، وقال مطمئناً النواب إن دعوته «تلقى تأييداً دولياً. والدول التي لا تؤيدنا لا تعارضنا». (للمزيد). ومع ان هذه الخطوة تمنح بارزاني المزيد من الوقت لبلورة تحرك برلماني لإعلان الدولة، فلا بد أن يسبق القرار استفتاء في المناطق المتنازع عليها لضمها إلى الإقليم. وأعلنت طهران معارضتها خطوة بارزاني، ودعاه معاون وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان إلى «ضبط النفس وعدم التسرع، والحفاظ على وحدة العراق». من جهة أخرى أعلن قائد الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمسي أمس أن القوات العراقية غير قادرة «وحدها على استعادة الأرض التي سيطر عليها مقاتلو الدولة الإسلامية». وقال بارزاني في خطاب ألقاه خلال جلسة طارئة مغلقة عقدها برلمان الإقليم أمس إن «ما يجري الآن في البلاد هو نتيجة فشل سياسات (رئيس الوزراء نوري) المالكي، فالعراق بات مقسما فعلاً، وكنا أبلغنا إليه خطور الوضع في الموصل قبل ستة اشهر فكان رده: «اهتموا بكردستان ودعوا العراق لنا»، وشدد على أن «مسلحي تنظيم داعش يبعدون عن قوات البيشمركة 15 كيلومتراً. ولم يعد لنا حدود مع بغداد، وعليه فإن هذه القوات لن تنسحب من المواقع التي تحت سلطتها في المناطق المتنازع عليها». ودعا النواب إلى «الشروع في تحديد موعد لإجراء استفتاء عام في الإقليم على تقرير المصير، عبر تشريع قانون لتأسيس مفوضية للانتخابات»، لافتا إلى أن الخطوة «تلقى تأييدا دوليا، والدول التي لا تدعم هذا التوجه لا تعارضنا». وعلى المستوى العملي فإن بارزاني منح قرار الاستقلال بعداً اكثر شمولية عندما حوله الى البرلمان، فضمن المزيد من الوقت في انتظار تسويات سياسية في بغداد، قد تؤجل المسألة الى مرحلة مقبلة. إلى ذلك، قال مستشار مجلس أمن كردستان مسرور بارزاني ان «الإقليم تحول بحكم الأمر الواقع إلى دولة ذات سيادة، لما يملكه من مقومات». والحديث عن مقومات الدولة يرتبط بالدرجة الأساس بضم المناطق المتنازع عليها، خصوصاً كركوك، حيث سيسمح ذلك بتوفير الموارد اللازمة لهذا الخيار في ضوء استمرار الخلاف مع بغداد على حصة الإقليم من الموازنة الاتحادية. وتضم محافظات الاقليم الثلاثة الآن نحو 5 ملايين نسمة، فيما تضم المناطق المتنازع عليها وتمتد من سهل نينوى شمالاً، مروراً بكركوك وانتهاء بخانقين في محافظة ديالى، اكثر من 3 ملايين نسمة. وتوفير الموارد اللازمة لادارة هذا الحجم السكاني والجغرافي يتطلب المزيد من الوقت، على ما قال مسؤولون أكراد، تشمل رفع صادرات نفط الاقليم، بعد ضم كركوك وزيادة عدد الحقول المشتركة مع محافظة نينوى. في غضون ذلك، أكدت الناطقة الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أن الوزير جون كيري شجع رئيس اقليم كردستان على «مشاركة الاكراد في تشكيل الحكومة». واشارت الى انه «وصف خلال مكالمة هاتفية مع بارزاني هذه المشاركة بانها ضرورة ملحة». وتابعت ان «تشكيل حكومة شاملة تأخذ في الاعتبار الحقوق والتطلعات والمخاوف المشروعة لجميع العراقيين، سيسهام في توحيد الشعب وتخليصه من تهديد تنظيم داعش». سياسياً، أكد نائب الرئيس الأميركي خلال اتصال هاتفي برئيس البرلمان السابق «حرص بلاده على دعم العراق ومساندته في ظل حكومة شراكة وطنية تساهم فيها كل مكونات الشعب من دون تهميش او تجاوز حقوق ايّ منها»، مبدياً «دعم واشنطن للتغيير وانتخاب الرؤساء الثلاثة كي تتمكن من اداء عمل مشترك ووضع المناهج لتجاوز الأزمة التي يعانيها العراق». ونقل البيان عن بايدن قوله أن واشنطن «معنية بالالتزام بالمواعيد الدستورية والإسراع في تشكيل الحكومة للأسباب التي يحتاجها المواطنون والمجتمع الدولي أيضاً». وأبدى النجيفي حرصه «على دعم الأهداف التي يناضل من اجلها الشعب ويطمح للتغيير بهدف إيجاد سياسات جديدة قوامها الحرص على حياة ومستقبل المواطن العراقي». وشدد على «أهمية أن تقدم الترشيحات النهائية للرئاسات الثلاث في وقت واحد ليضمن كل مكون حقه الشرعي في المشاركة الفاعلة في حكومة قادرة على احداث التغييرات المطلوبة».