واصلت أوكرانيا أمس، هجومها «ضد الإرهاب» شرق البلاد، مستبعدة ضمناً إمكان العودة إلى وقف النار الذي دعا إليه الأوروبيون في برلين أول من أمس، حتى تنفيذ شروطها وفي مقدمها استعادة السيطرة على الحدود بإشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، وإطلاق جميع الرهائن المحتجزين لدى الانفصاليين الذين أفرجوا فعلاً عن صحافيَين من تلفزيون «هرومادسكي» المدعوم من الغرب هم اناستاسيا ستانكو وايليا بيزكارافايني، بعد يومين من خطفهما في لوغانسك. ويمكن أن تزداد حدة «عملية مكافحة الإرهاب» بعد تعيين وزير جديد للدفاع هو الكولونيل فاليري هيلتي ورئيس جديد لهيئة الأركان هو الجنرال فيكتور موجينكو، أحد كبار المشاركين في الحملة على انفصاليي الشرق. وليل الأربعاء – الخميس، أعلنت القوات الأوكرانية تدمير طابور من خمس شاحنات عسكرية نقلت انفصاليين جنوب منطقة دونيتسك، أحد معاقل التمرد، وصد هجوم شنته مجموعة من الانفصاليين وصلت على متن عربات مدنية ترفع علماً ابيض على حاجز للجيش. وأفاد حرس الحدود الأوكراني بأن 9 من عناصرهم جرحوا لدى قصف نفذه انفصاليون بقذائف هاون حاجزاً حدودياً في دولغانسكي الذي استعاد الجيش السيطرة عليه بعد معارك ضارية. وأثمر لقاء وزراء خارجية أوكرانياوروسيا وألمانيا وفرنسا في برلين الدعوة إلى عقد اجتماع في موعد أقصاه غداً لمجموعة الاتصال التي تضم روسياوأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، مع مشاركة انفصاليين، بأمل التوصل إلى وقف «دائم وغير مشروط» للنار. وأبدى الانفصاليون استعدادهم للمشاركة في مفاوضات غير مباشرة شرط مشاركة روسيا والأسرة الدولية فيها، بينما رفضوا إجراء مفاوضات ثنائية مع كييف. لكن الاتفاق على ضرورة التوافق والذي رحب به وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير باعتباره «خطوة إلى الأمام» لا يوحي بحصول تقدم على الفور، علماً أن الأخير أكد «تصاعد الوضع في شكل دراماتيكي خلال الساعات ال 48 الماضية»، محذراً من خروج الأمور عن السيطرة كلياً». ولفت ترحيب الوزراء الأربعة باستعداد روسيا السماح لحرس الحدود الأوكراني بدخول أراضي روسية للوصول إلى معبري غوكوفو ودونتيسك لدى وقف النار. ورأى المحلل السياسي فاديم كاراسيوف، مدير معهد الاستراتيجيات الشاملة في كييف، أن إمكان إعلان وقف جديد للنار يتوقف على الوضع العسكري الميداني. وقال: إذا حققت كييف نجاحات عسكرية مهمة في الشرق لن تعلن السلطات وقفاً للنار كون وقف العمليات العسكرية يفسح المجال أمام الخصم لتلقي دعم وحشد قواه مجدداً. أما إذا أبدى الانفصاليون مقاومة فاعلة وواجهت العملية العسكرية صعوبات، يمكن أن تفضل السلطات إعلان هدنة، والوضع سيتضح بحلول نهاية الأسبوع». وغداة اجتماع برلين، أفاد الاليزيه في بيان بأن «الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا مركل طالبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب «التدخل لدى الانفصاليين لحملهم على التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع كييف». وتابع البيان: «أجرى هولاند ومركل اتصالاً مشتركاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع في أوكرانيا، وأبديا تأييدهما للإجراءات المقترحة في اجتماع برلين لتعزيز الأمن على الحدود بين روسياوأوكرانيا، وأكدا أن السلطات الفرنسية والألمانية ستعمل لتسهيل تطبيق الإجراءات بالتنسيق مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا». وكشف الكرملين أن الرئيس بوتين أبدى في المحادثات الهاتفية قلقه من تزايد عدد الضحايا المدنيين في أوكرانيا، وعدد اللاجئين من جنوب شرقي أوكرانيا إلى أراضي روسيا». ترانسدنيستريا في موسكو، تحدث رئيس منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الناطقة بالروسية يفغيني شيفشوك عن الحاجة إلى «طلاق متحضر» مع مولدوفا لضمان السلام في المنطقة التي هزتها أزمة أوكرانيا المجاورة. وقال بعد توقيعه اتفاقات بين موسكو وترانسدنيستريا التي لا تعترف باستقلالها أي دولة: «اقترحنا من وجهة نظر استراتيجية حلاً لمشاكل أداء ترانسدنيستريا، وبناء العلاقات مع شيسيناو في إطار طلاق متحضر، مثلما قلنا سابقاً». وتابع: «نعتقد بأن إرادة الناس الذين يعيشون في منطقة الصراع ورأيهم يجب أن يؤخذا في الاعتبار، ويشكلا أساساً للمصالحة على المدى الطويل»، علماً أن منطقة ترانسدنيستريا انفصلت عن مولدوفا عام 1990، وتسعى منذ ذلك الحين إلى الانضمام إلى روسيا. وصدق برلمان مولدوفا أول من أمس على اتفاق يزيدها قرباً من الاتحاد الأوروبي والذي كانت شيسيناو وقعته في 27 حزيران (يونيو) الماضي إلى جانب أوكرانيا وجورجيا.