الفيلم الذي يعاد عرضه بعد ظهر اليوم على شاشة «كنال بلوس - كلاب» الفرنسية المرموقة ويحمل عنواناً مغرياً للمتفرج هنا، عنوانه «نساء القاهرة» ومخرجه هو يسري نصرالله. وهنا كيلا يضيع القارئ بين العناوين لا بد من الإشارة إلى أن هذا العنوان «الاستشراقي» يخفي وراءه فيلم نصر الله الأكثر نجاحاً من الناحية الجماهيرية «احكي يا شهرزاد». والحقيقة أن نصر الله حين قرر قبل أعوام أن يتعاون مع وحيد حامد بإخراج هذا الفيلم من كتابته كان يعرف سلفاً انه في صدد تبديل مساره الذي كان يتسم بشيء من النخبوية لمصلحة سينما شعبية لا تفتقر إلى الأبعاد الفنية. أتت «الخلطة» موفقة وإن كان عدد من «النقاد» قد شجبها. المهم أن هذا الفيلم عرف كيف يسلك طريقه ويعيش حياته، حتى قبل أن تأتي الأحداث المصرية والعربية المتلاحقة طوال العام 2011 لتفرضه بوصفه يحمل عبقاً وجرأة ثوريين ولاسيما من خلال دنوه القوي من قضية - أو بالأحرى: قضايا- المرأة العربية. الأحداث المتتالية جعلت «احكي يا شهرزاد» شهادة وحاجة وسجلاً تاريخياً في الوقت نفسه، حتى وإن كان يمكن اعتباره على صعيد اللغة السينمائية من أضأل أعمال يسري نصر الله احتفالاً بالتجريبية التي ميّزت معظم أفلامه الكبيرة، من صبيان وبنات» إلى «مرسيدس» ومن «المدينة» إلى مختلف تجاربه الأخرى. ونعرف أن «احكي يا شهرزاد» ينطلق من حالة وحكاية مقدمة البرامج التلفزيونية الشابة هبة التي جعلت من برنامجها منبراً لطرح القضايا الاجتماعية التي تطاول المرأة ما يضعنا في مواجهة نماذج حية من النساء وأنماط حيوية من قضاياهن ما ينعكس دائماً على هبة نفسها ويمزج بين الخاص والعام في بوتقة واحدة. نقاد التلفزة الفرنسية استقبلوا عرض الفيلم على شاشتهم الصغيرة بترحاب وحماسة وكتب واحد منهم في عرضه للفيلم في مجلة «تيليراما» المرجعية :إن هذا الفيلم، الذي يتسم بحسّ إثارة قويّ، نجح في أن يزاوج بين القوة الروائية لصور جميلة لنساء مصريات، وبين خطاب عنيف ضدّ نزعة الرجولة المفرطة التي تميّز المجتمع المصريّ.