لم تكن اختصاصيات ومعلمات التربية الخاصة في مختلف مراكز التأهيل الشامل الخاصة أوفر حظاً من نظيراتهن في المدارس، وفي ذلك تقول اختصاصية الإعاقة السمعية (م. س) في أحد المراكز في مدينة الرياض: «فشلت في السعي لترميم بعض من الأخطاء وتقليص العثرات التي شهدتها عيناي في عدد من المراكز الأهلية الخاصة بذوي الإعاقة، ما دفعني إلى تقديم الاستقالة والتنقل بين مركز وآخر بحثاً عن الإدارة الأمثل التي تأخذ باقتراحات الكادر، في سبيل الرفع من شأن المعوقات والأخذ بأيديهن». وعن أسباب ذلك، أضافت: «إن سوء وتدني نوعية الخدمات المقدمة في معظم هذه المراكز التي تقع في مبانٍ مستأجرة ولم تتم تهيئة حجراتها لهذه الفئة، ونقص عدد من التجهيزات، مثل معامل النطق والتخاطب وغرف العلاج الطبيعي، وخلو بعض الفصول التعليمية من الأدوات والأثاث والكثير من الوسائل، وافتقارها إلى عدد من الاختصاصيات مثل اختصاصية نفسية، واختصاصية نطق وتخاطب وأخرى اجتماعية ورابعة متخصصة في العلاج الطبيعي، إضافة إلى ضعف تأهيل بعضهن وعدم اكتراث إدارة المركز بإلحاق كادرها بدورات تدريبية فعّالة من شأنها تطوير قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، أسهمت في تدني مستوى الأطفال وتأثير ذلك سلباً عليهم، وهو ما يعد سبباً وجيهاً لتقديم استقالتي». وأوضحت أن القائمين على معظم هذه المراكز لا يكترثون لتوفير متخصصات في مختلف أنواع الإعاقة التي يستقبلها المركز، وأنهم يكتفون باشتراط حصول مديرة المركز على شهادة تربية خاصة، في حين لا يملك معظم الكادر سوى الشهادة الثانوية، أما الحاضنات فهن أميات من الجنسية الأفريقية، إضافة إلى تجاهل الإدارة مسألة التصنيف الصحيح لنوعية الإعاقة التي تعاني منها كل طفلة، في حين كشفت نظيرتها في المنطقة الشرقية المعلمة نور عن الممارسات الخاطئة والتجاوزات التي وقع في فخها عدد من مراكز التأهيل، وقالت: «يحرص مدير المعهد على النواحي المادية، ويتمثل ذلك في مضاعفة الرسوم على الملتحقين، أو شغفه بتوظيف خريجات الثانوي براتب ألف ريال، فضلاً عن معلمات تربية خاصة يتسلّمن 1500 ريال، إضافة إلى ترحيبه باستقبال جميع الإعاقات على رغم عدم وجود اختصاصيات لهن مثل التوحد والإعاقة البصرية». وأضافت: «على رغم أن تخصصي إعاقة سمعية، إلا أنه طلب مني تعليم فئة التوحّد التي افتقر إلى الإلمام بها، واكتفى بإلحاقي وأمثالي بدورة مختصرة لا تغني ولا تسمن من جوع، أما المكفوفات فلم يتأخر بإسناد مهمة تأهيلهن إلى خريجات ثانوية يعمدن إلى تدريبهن على مهارات حياتية فقط، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل إن سوء تعامله مع الكادر وعدم انصياعه لاقتراحاتهن والأخذ بآرائهن دفع الكثير منهن إلى تقديم استقالاتهن، ليضطر إثر ذلك إلى إسناد مهمات تأهيل مختلف الإعاقات إلى خريجات الثانوية اللاتي اكتفين باستغلال أوقاتهن في التلوين والرسم فقط، ما أضطر بحال الملتحقين».