توقع مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية تقلص ميزانية وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأساسية بنحو 21 في المئة في الفترة بين 2012 و2021 وذلك على أساس سعر ثابت للدولار. وأضاف التقرير الذي نُشر الأربعاء الماضي أن ضغوط التخفيض ستكون "شديدة" وسيوجه الإنفاق بدلا من ذلك إلى برامج التأمين الصحي والاجتماعي مع تقدم السكان في العمر. وحين تولى أوباما الرئاسة عام 2009 كانت ميزانية البنتاغون حوالي 700 بليون دولار. أما طلب الإنفاق في ميزانية 2015 المقترحة فبلغ 496 بليون دولار بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 79 بليوناً لأفغانستان. وحتى وقت غير بعيد كان كثيرون في واشنطن يأملون في أن يديروا ظهورهم للعراق. لكن بعد المكاسب الخاطفة التي حققها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) تحركت الولاياتالمتحدة سريعاً فأرسلت حاملة طائرات إلى الخليج ونشرت مئات العسكريين، وهي لا تزال تبحث توجيه ضربات جوية. وصرح روبرت هيل رئيس الفريق المالي بالبنتاغون بأن الشكوك التي تدور حول تكاليف الإلتزامات الجديدة بالعراق أرجأت تقديم ميزانية منفصلة عن العمليات العسكرية في الخارج إلى الكونغرس. ويأتي هذا الأمر بعد أن كان القلق يتركز على بحر الصين الجنوبي وأفغانستان وليبيا ومالي وسورية. ثم جاء ضم روسيا لمنطقة القرم والبحث عن تلميذات نيجيريات خطفتهن جماعة "بوكو حرام". واليوم تستعد الولاياتالمتحدة والدول الحليفة مجدداً لعمل عسكري محتمل بالعراق. وتغطي الميزانية الحروب وستشتمل هذا العام على مبلغ إضافي قدره بليون دولار لتغطية الالتزامات العسكرية الأميركية لأوروبا. ويظل إنفاق واشنطن العسكري هو الأكبر عالمياً على الإطلاق ويزيد على ثلث الإجمالي العالمي. غير أن الفجوة بين إنفاق الولاياتالمتحدة وبعض خصومها المحتملين تضيق. فقد زاد الإنفاق الدفاعي الروسي بنسبة 30 في المئة منذ 2008 والإنفاق الصيني بنسبة 40 في المئة. كما زادت دول أخرى بالشرق الأوسط وآسيا من إنفاقها العسكري بقوة. ومن جهتها، تقاوم البحرية الأميركية إقتراحات بإحالة إحدى حاملات طائراتها البالغ عددها 11 حاملة طائرات إلى التقاعد المبكر. وأرجأت أعمال صيانة لحاملة أخرى العام الماضي. ويقول بعض المسؤولين إن هذا قد يزيد من صعوبة تغطية الحاجة المتصاعدة فيما يبدو لمثل هذه السفن. وفي هذا السياق أوضح هيل إن كل نوع من الأسلحة الجديدة يكلف عادة ثلاثة أمثال السلاح الذي يحل محله وهو أمر قال إنه يصعب تحمله.