اعترف حزب «الوفد» الذي مُني بخسارة موجعة في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر ب «أخطاء أدت إلى التراجع»، متعهداً تداركها والعمل على تصحيح المسار. وتوقع تغييرات في ترتيب الكتل في المرحلتين المقبلتين. وعلى رغم كونه أقدم الأحزاب في مصر، حل «الوفد» رابعاً بعد أحزاب جديدة مثل «النور» السلفي وتحالف «الكتلة المصرية» الذي يضم ثلاثة أحزاب، وحصد 13 مقعداً من إجمالي 112 مقعداً يتم التنافس عليها بنظام القائمة، فيما لم يحصل إلا على مقعد وحيد في محافظة كفر الشيخ من إجمالي 56 مقعداً بالنظام الفردي، ما اعتبره مراقبون «تراجعاً كبيراً للحزب العريق». واعترف عضو الهيئة العليا في «الوفد» مصطفى شردي بوجود أخطاء أدت إلى هذه النتائج، في مقدمها عدم انخراط مرشحي الحزب مع الناخبين في شكل كبير، إذ أن مرشحي «الوفد» اعتمدوا على الحملات الإعلامية للحزب. ويعد «الوفد» أكبر الأحزاب التي دشنت حملات إعلامية في القنوات الفضائية، علماً أن زعيم الوفد السيد البدوي يمتلك شبكة قنوات خاصة. لكن شردي اعترف بأن «الحضور الإعلامي لا يكفي لتوصيل رسالتنا إلى الناخب»، كما هاجم في شدة «الاستقطاب الديني الذي حصل في المرحلة الأولى»، محذراً من أن «استمراره في المراحل المقبلة سيمزق مصر». وقال ل «الحياة»: «رصدنا قصوراً في تحركاتنا في الشارع، وبدأنا في إصلاح هذه السلبيات، وسينخرط قادة الوفد في حملات انتخابية في كل المحافظات للترويج لمرشحي الحزب وتوضيح برنامجنا». وتوقع «أن تؤتي تلك التحركات ثمارها في نتائج المرحلتين المقبلتين، أما في حال فشلنا في ذلك فسنكون (الوفد) حصلنا على رسالة واضحة من الشعب المصري، ما سيؤدي بالتبعية إلى تغيير طريقة عملنا حتى نسترد ثقة الناخب في مرات مقبلة». وعما يتردد عن أن الوفد خسر كثيراً بعدما خرج من تحالفه مع «الإخوان»، قال شردي: «لا نهتم بعدد المقاعد قدر اهتمامنا بالعمل السياسي... الوفد اتخذ هذا القرار عندما رأى أن التحالف مع الإخوان سيؤثر على ثوابتنا»، منبهاً إلى أن «بعض الأطراف يسعى إلى تحويل العمل السياسي إلى عمل ديني وهو ما نتج منه حصول استقطاب ديني بين الأطراف المتنافسة». ونفى دخول حزبه في تحالفات في محاولة منه لتدارك خسارته، مؤكداً أن مرشحي حزبه «مستمرون في المنافسة تحت لافتة الوفد، وسيقفون لإعلان أن الناخب يجب أن يذهب للاختيار وفق منهج سياسي وليس بُعداً دينياً». ونفى في شدة «سعي الوفد إلى استقطاب الكتلة التصويتية للأقباط، وإنما نسعى إلى أصوات المصريين بجميع طوائفهم».