موسكو، فيلنيوس (ليتوانيا) -»الحياة»، رويترز - قالت روسيا أمس إن المبادرة التي اعلنتها الجامعة العربية لحل الأزمة في سورية «تحتاج صبر ووقت لتؤتي ثمارها» كما حدث للمبادرة الخليجية باليمن، وعرضت مجدداً إرسال مراقبين روس إلى سورية اذا اقتضى الامر. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحافيين بعد حضور اجتماع في ليتوانيا لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا: «أمضى جميع اللاعبين الخارجيين بضعة اشهر لإقناع الاطراف المتحاربة (في اليمن) بالاتفاق والتوقيع على خطة سلام مشابهة». وأضاف «هناك حاجة لممارسة القدر نفسه من الصبر والقدر نفسه من المسؤولية في ما يتعلق بخطة الجامعة العربية في سورية». وقال لافروف إن روسيا لا تريد ان تصبح مبادرة الجامعة العربية «انذاراً» او «ذريعة لتدخل خارجي». وتابع الوزير الروسي: «نحن نؤيد مبادرة الجامعة التي طرحت في البداية، لكننا نعارض بشكل قاطع ان تتحول هذه المبادرة الى انذار». كما قال إن المراقبين المزمع ارسالهم الى سورية يمكن ان يضموا «مراقبين غير عرب» اذا كان هذا يناسب دمشق. وتابع: «روسيا بوجه خاص يمكنها ان تفوض ممثلين عنها لمثل هذه الجموعة اذا أبدت السلطات السورية اهتماماً بالأمر». وشدد لافروف على ان «روسيا دعت منذ البداية الى وقف العنف القادم، من اي جهة كانت»، مشيراً إلى أن العنف لا يأتي من السلطات فقط، «بل ومن الاستفزازيين الذي يزداد عددهم بين المتظاهرين». وكان لافروف اجرى مباحثات مع نظيره التركي احمد داود اوغلو حذر خلالها من التدخل العسكري في الشؤون السورية. وافادت وزارة الخارجية الروسية بأن اللقاء الذي عقد على هامش اجتماع منظمة الامن والتعاون في اوروبا ليلة اول من امس، وتركز على الاوضاع في سورية ومسائل العلاقات الثنائية. وشدد لافروف خلال اللقاء على «ضرورة وقف العنف في سورية من قبل كافة اطراف النزاع وإقامة حوار بين السلطة والمعارضة لإيجاد سبل تطبيع الاوضاع وتحقيق الاصلاحات التي حان وقتها». واتفق الطرفان على «أهمية الاعتماد على قدرات جامعة الدول العربية» لإيجاد حلول للأزمة، حسبما ذكرت الوزارة. وتناول اللقاء ايضا العلاقات الثنائية الروسية–التركية، وضمناً التحضيرَ لزيارة داود اوغلو المقبلة الى موسكو. من ناحية أخرى، قال الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف لدى تسلمه أوراق اعتماد السفير السوري الجديد رياض حداد في قصر الكرملين بموسكو امس: «إن العلاقة بين شعبي روسيا والجمهورية العربية السورية تتسم بالصداقة والتعاطف. ويحدد هذا بالذات وكذلك السعي إلى منع تمييع أحكام القانون الدولي ومبادئ العلاقات الدولية، موقفنا من المحن العسيرة التي تواجه سورية. ونرى ضرورة أن يقوم السوريون بأنفسهم، من دون تدخل خارجي، بتحقيق الاستقرار في بلادهم، ووقف العنف وتنظيم حوار وطني شامل فعال». ويأتي ذلك فيما قال رئيس شعبة الإعلام في المنطقة العسكرية الغربيةبروسيا، فلاديمير ماتفييف، أن بارجة «ياروسلاف مودري» تغادر قاعدة أسطول بحر البلطيق في مدينة بالتيسك أمس، متوجهة إلى شمال شرق المحيط الأطلسي والبحر المتوسط برفقة ناقلة البترول «لينا»، في رحلة تدريبية تجري خلالها تدريباتها المشتركة مع سفن عسكرية روسية أخرى قادمة من قواعد الأسطول الروسي في شمال روسيا والبحر الأسود. وكان طراد «الأميرال كوزنيتسوف»، وهو سفينة حاملة للطائرات القتالية، قد غادر قاعدة القوات البحرية الروسية في مدينة سيفيرومورسك في شمال روسيا أول من أمس، متوجها في رحلة تدريبية تستغرق عدة أشهر، إلى شمال شرق المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، ترافقه بارجة «الأميرال تشابانينكو» و4 سفن مساندة. وستنضم بارجة «ياروسلاف مودري» إلى مجموعة القطع البحرية الروسية التي تقودها حاملة طائرات «الأميرال كوزنيتسوف» في المحيط الأطلسي قبل الدخول إلى البحر المتوسط. وأعلنت مصادر عسكرية أن حاملة الطائرات الروسية ستتزود بالمؤن والماء في قاعدة إمداد تابعة للأسطول الروسي تقع في ميناء طرطوس السوري قبل أن تبدأ رحلة العودة إلى قاعدتها في شمال روسيا.