لا شيء يختلف، كل المزارع تشبه بعضها، بين النخيل وبيوت محمية تكاد تعجز عن إيجاد الفوارق، التشابه وحده قاد فوزان الفوزان قبل 10 أعوام لتقديم فكرة مختلفة تدفعها هواية ورغبته في خلق الفوارق، إذ تجمع محميته التي تقع في مركز «ساجر» التابعة لمحافظة الدوادمي اليوم أكثر من 5 آلاف نوع من النباتات المختلفة، و50 نوعاً من الحيوانات والطيور النادرة، تشترك جميعها في صفة واحدة وهي استحالة نموها طبيعياً في السعودية في ظل الأجواء الحارة. لكن الطريق الذي قاد الفوزان للوصول إلى هذا الرقم من النباتات والحيوانات لم يكن سهلاً، إذ يقول: «جمع النباتات والحيوانات التي لا تعيش في المنطقة الوسطى للمملكة في ظل أجوائها الحارة هواية، لكنها في الوقت ذاته تحدٍّ كبير، خصوصاً بعد تقدمي في العمر، لكن قررت أن أعمل على إنشاء محمية، احتاج اكتمالها إلى أكثر من 10 سنوات، إضافة إلى المجهود الكبير والتكاليف الباهظة»، ويضيف: «تزيد مساحة المحمية على 2000 متر مربع، ولملء هذه المساحة بأنواع مختلفة ونادرة تطلب مني الأمر التنقل بين مناطق عدة داخل المملكة جنوباً وشمالاً، كما زرت دولاً أفريقية مختلفة، وأخرى أوروبية آسيوية». كلمات تشعر متلقيها بقيمة المجهود المبذول تلك التي يرددها الفوزان بفخر وهو يصف محميته: «جمعت هنا من كل شيء ما يكفي لإشباع نظر الزائرين، فالأمر لا يقتصر على جمع النباتات ال5 آلاف النادرة، إذ جمعت ما يوازيها من النباتات المعمرة، وهي مجموعة من أشجار الاحتطاب والزينة والعلاج ومنها «الإغضاء» و «الارطاء» و«السمر» و«السدر البلدي» و«السدر الصيني» وأشجار العين والحنا وأشجار المناطق الباردة كأشجار أفغانستان، وأشجار الصناع الخشبية كالغرط، وأشجار الغردقة، وأشجار الزيوت، والشجيرات العطرية كالشيح وشيح الجنوب والمرامي والزعتر والبرق بوش». ويزيد: «أكثر من 50 نوعاً من الطيور النادرة تجتمع في المحمية، منها النعام والبجم والطاووس والوبر البري والأرنب البري والنيص والحجل بأنواعه والحجل الأوروبي والحبشي وأنواع من طيور الزينة المستوطنة». حديث الفخر الذي ينقله الفوزان لزائره يأتي مستحقاً متى عرف قيمة المجهود الذي قدمه الرجل للوصول بمحميته إلى شكلها النهائي، فإضافة إلى مشاق السفر والتكاليف المادية الباهظة يؤكد الفوزان أنه عانى من صعوبات كبيرة في التعاطي مع «الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية» وموظفي الجمارك مع محاولة إدخال النباتات للسعودية: «وصول هذه النباتات والحيوانات للسعودية يتطلب عدداً من الإجراءات المعقدة، خصوصاً في ما يتعلق بالحيوانات». واليوم وبعد كل المجهودات التي قدمها الفوزان وعلى رغم سعادته الغامرة بما وصلت إليه محميته، إلا أنه يتمنى أن تجد هذه المحمية ما تستحق من التقدير، «بعد كل ما قدمت أتمنى أن تضم المحمية ل «هيئة السياحة والآثار» لتصبح جزءاً من معالم السعودية وتجد الاهتمام على الأقل بتوافر طريق معبد يقود الزوار إليها من دون الحاجة إلى الوصول عبر سيارات الدفع الرباعي».