رد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على الرسالة التي تلقاها اول من امس الاحد من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، من اجل التوقيع على بروتوكول التعاون لتنفيذ المبادرة العريبة. وقال العربي ان الشروط الواردة في الرسالة السورية «تتضمن أمورا جديدة لم نسمع بها من قبل»، موضحا ان خطاب المعلم يقول إن سورية مستعدة للتوقيع على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة ولكنه (المعلم) وضع شروطا وطلبات وهذه الشروط والطلبات ُتدرس بالتشاور مع وزراء الخارجية العرب. وشدد على أنه لا توجد مهل أخرى لسورية وأن العقوبات الاقتصادية اتخذت بقرار من مجلس الجامعة على مستوى وزارء الخارجية الذي اجتمع في القاهرة في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ولا يمكن رفعها الا بموجب قرار جديد يصدر عن مجلس الجامعة. وعما إذا كانت الشروط السورية مخالفة لروح وثيقة بروتوكول بعثة المراقبين أو انها تفرغها من مضمونها، أشار العربي إلى أن اتصالاته ما زالت جارية مع وزراء الخارجية العرب وتم اطلاعهم على رسالة المعلم ولم يتقرر شيء حتى الآن. وعن زيارته العراق المقررة يوم الخميس المقبل قال إن هذه الزيارة مهمة للغاية باعتبار العراق دولة مؤسسة للجامعة العربية وسيتم خلال الزيارة التشاور مع القيادات هناك فيما يتعلق بالترتيبات الخاصة بقمة بغداد المقررة في آذار (مارس) المقبل. وكان الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي نفى امس ان تكون سورية وضعت شروطاً لتوقيع البروتوكول، مؤكدا التعاون مع بنود الخطة العربية وفق المفهوم السوري لها. وقال ان «الشروط هي عندما تغير في بنية التعاون وجوهره. إلا ان ما قدمته سورية لم يمس لا البنية ولا الجوهر». وزاد ان موقف دمشق يهدف إلى «ان نكون على صفحة واحدة مع الامين العام وكي تكون هناك مرجعية معروفة حرصاً على انجاح المهمة». واعتبر مقدسي «ان التوقيع في دمشق هو بهدف اعطاء بعض النبض للجسد العربي الذي توجه له الضربات، ورسالة ايجابية من سورية بأننا مؤمنون بالحل العربي ونود إنجاحه طالما ان هذا الحل هدفه مساعدة سورية والمساعي الحميدة وليس تأزيم الوضع». وأوضحت مصادر الجامعة ل «الحياة» أن العربي، اضافة الى ابلاغ رسالة المعلم إلى وزراء الخارجية العرب، أجرى اتصالات عدة طوال يوم أمس بعدد من الوزراء بشأن الرسالة السورية، وذلك بهدف إعداد رده عليها. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تتجه الدول العربية إلى إبلاغ دمشق برفض الشروط السورية. كما كشفت المصادر «أن بعض الوزراء العرب أبلغ العربي أن شروط دمشق غير منطقية وتصل إلى حد ليّ ذراع الجامعة وأن ذلك يوضح أن سورية تستهلك الوقت ولا تريد الحل». وكان المعلم بعث برسالة إلى الامانة العامة للجامعة تتضمن الموافقة على التوقيع على بروتوكول بعثة المراقبين، ولكن في دمشق وليس في مقر الجامعة في القاهرة، فضلا عن اعتبار الملاحظات التي أبدتها الجزائر بشأن بعض البنود الواردة في البروتوكول وما صرح به الأمين العام للجامعة ورئيس اللجنة الوزارية المعنية بتطورات الوضع في سورية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني حول تأكيد رفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري جزءا لا يتجزأ من مشروع البروتوكول. كما طلبت رسالة المعلم اعتبار كافة القرارات الصادرة عن اجتماعات الجامعة التي لم تشارك فيها سورية ومن بينها قرار تعليق عضويتها في الجامعة والعقوبات بحقها لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجامعة والحكومة السورية. كما طلب المعلم في رسالته من العربي القيام بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة برسالة خطية تتضمن الاتفاق والنتائج الإيجابية التي تم التوصل اليها بعد التوقيع على مشروع البروتوكول والطلب منه توزيع الرسالة كوثيقة رسمية على رئيس وأعضاء مجلس الأمن وعلى الدول الأعضاء في الأممالمتحدة. ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة عناصر امن بينهم ضابط برتبة ملازم اول بالاضافة الى شرطي قتلوا امس بعد اطلاق الرصاص عليهم امام محكمة داعل في ريف حمص من قبل منشقين وقتل ايضاً سبعة مدنيين. كما عثر على 34 جثة لاشخاص سبق ان خطفوا من قبل «الشبيحة». فيما ذكرت هيئة تنسيق الثورة ان مسجد خالد بن الوليد في حمص تعرض لقذائف المدفعية من قبل قوات الامن السورية. ونقل المرصد السوري ان مجموعة مسلحة موالية للنظام في منطقة الحولة (في محافظة حمص) خطفت حافلة نقل صغيرة كانت تقل 13 راكبا وسائق الحافلة بينما كانت متجهة من حمص الى الحولة. كما نفذت قوات الامن السورية حملة مداهمات واعتقالات في الاحياء الجنوبية من مدينة بانياس وفي قرية البيضا في المنطقة نفسها اسفرت عن اعتقال عشرات المواطنين. وكان نحو ثلاثين شخصاً قتلوا في مواجهات في حمص اول من امس الاحد. على صعيد آخر، اعلنت دمشق امس ان القوات المسلحة السورية نفذت مشروعين، احدهما عملياتي للقوات الصاروخية والثاني تكتيكي للقوات المدرعة. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بانهما نفذا ب»الذخيرة الحية في ظروف مشابهة لظروف المعركة الحقيقية»، اذ اختبرت «قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لأي عدوان قد يفكر به العدو، وأصابت أهدافها بدقة وحققت نتائج نوعية متميزة أكدت الكفاية العالية التي يتميز بها رجال الصواريخ في استخدام العتاد الصاروخي الحديث الذي يعد الذراع الطولي لجيشنا العقائدي البطل». وبث التلفزيون الرسمي صورا للمشروعين اللذين نفذا في حضور وزير الدفاع العماد داود راجحة ورئيس الاركان فهد جاسم الفريج. ووضعت «سانا» المشروعين «في إطار خطة التدريب القتالي» للعام الجاري.