أصبح الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا مدرباً للنصر، وسبق للمدرب أن درب الهلال وحقق معه بطولات عدة، كما سبق له أن درّب منتخبات عدة، وله سيرة مليئة بالإنجازات، ويعد من المدربين المشهورين عالمياً، لكنه الآن يوافق على تدريب النصر بمبلغ جيد بالنسبة له، كما أن هناك أنباء صحافية تؤكد أن ماتورانا مدرب بلا عمل، لذلك كانت مسألة التفاوض معه سهلة، على رغم أن المفاوضات لم تكن سرية كما ينبغي إلا أن مصادر إعلامية كانت سربت خبر شروع المفاوض النصراوي معه قبل إتمام التعاقد. وهناك من يؤكد أن مسألة التعاقد مع ماتورانا هو مجرد إجراء وقتي لاستخدامه كمسكّن لا أكثر ولا أقل، وهذا أمر متعارف عليه داخل الأوساط الكروية السعودية، وليست الحالة اختراعاً نصراوياً، بل ربما أن النصراويين تعلموها من غيرهم، ولا أدل على ذلك من قيام نادي الاتحاد بإلغاء عقد مدربه البلجيكي ديمتري بعد أن ساءت نتائج الفريق، وهذا الإجراء كان يتم قبل سنوات مضت لكنه لا يزال مستمراً عند أول إخفاق، حتى أصبحت الفرق السعودية بل والمنتخبات حقول تجارب، ولا يزال هناك من يتجاهل مقدرة المتابع على تفصيل الأشياء وتحليل المواقف وتفسير النوايا. أما الذين يديرون الأندية فهم يتشبثون بمناصبهم ولا يعترفون بتقصيرهم وأحياناً جهلهم، حتى يصل الفريق إلى الهاوية بعدها يصحو من حولهم، أما هم فمن الصعب أن يستيقظوا من سباتهم، إلى الدرجة التي لا يمكن حتى التنبؤ بما سيُقدمون عليه من أخطاء تزيد من الجراح وتستفحل معها المصائب، وسط مطالب متزايدة بوجوب التغيير من أجل التغيير فقط، حتى وإن كان القادمون ربما أسوأ من الراحلين. النصر عندما اشتدت على مسؤوليه المطالبات بوجوب رحيل البعض وليس الكل سارعوا إلى طرد المدرب، وبسرعة مذهلة تعاقدوا مع مدرب شهير ومعروف لعل وعسى أن يصمت من بدأ برفع صوته عالياً «فالنادي ليس ملكاً خاصاً»، والنصر وهذه حقيقة واضحة ليست مشكلته تدريبية، بل إنها مشكلات متراكمة منذ سنوات طويلة عجز مسيّرو النادي عن القضاء عليها، وهي مشكلات كثيرة أقلها عدم وجود مدرب صاحب شخصية يتصرف كما يرى لا كما يرى من يعتبرون أنفسهم أوصياء على النصر، حتى إن بعضهم بدأوا بالظهور الإعلامي «يدعون وصلاً بالنصر»، وهم في حقيقة الأمر إما أنهم يصفّون حسابات مع أطراف معيّنة، أو أنهم يوجّهون رسائل مبطنة، في عهد ذلك الرجل الرمز الراحل، لم يتجرأ منهم واحد على التدخل في ما لا يعنيه، والسبب أن كل شيء له حساب دقيق يفوت الفرص على أصحاب القيل والقال. واليوم على إدارة النصر، وهي بلا شك تؤمن بالرسالة التي يتصدون لها، أن تعالج الوضع، ومن أهم تلك المراحل مسألة الإحلال من أبناء النصر في المستويات السنية الأقل (الأولمبي والشباب) بدلاً من شراء عقود لاعبين مستهلكين، كما أن الشهر المقبل سيكون الفرصة الأخيرة لاستقدام لاعبين أجانب على مستوى كبير أو أن يصرف النظر عنهم. [email protected]