يتوجّه ملايين الروس اليوم، إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في الهيئة الاشتراعية في انتخابات تميزت بضعف اهتمام الناخبين، وسبقتها اتهامات من جانب المعارضة للسلطة بممارسة انتهاكات واسعة ومحاولات للتضييق على المراقبين. وتوقعت استطلاعات الرأي حصول حزب «روسيا الموحدة» الحاكم على أكثر من نصف مقاعد مجلس الدوما المقبل البالغ عددها 450، ما يعني أن المشهد الحزبي داخل البرلمان المقبل سيحافظ على وضعه الراهن، إذ يتوقع أن يضم البرلمان إضافة إلى «روسيا الموحدة»، كلاً من «الشيوعي الروسي» الذي منحته تقديرات نحو 17 في المئة، و «الليبرالي القومي» (12 في المئة) و «روسيا العادلة» (8 في المئة). وتعكس التوقعات، إن صحت، تراجعاً في شعبية الحزب الحاكم، الذي سيطر في السابق على ثلثي المقاعد، تزامناً مع تراجع مماثل في شعبية زعيمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي يستعد للعودة إلى الكرملين رئيساً في الربيع المقبل. وبدت مؤسسة السلطة في روسيا حريصة على مواجهة احتمال عزوف الناخبين عن الإقبال على صناديق الاقتراع بعد حملة انتخابية فاترة تميزت بضعف الاهتمام الشعبي. فقد حض الرئيس ديمتري مدفيديف مواطنيه على المشاركة في «صناعة مستقبل روسيا»، بينما حذّر بوتين من الوقوع «تحت تأثير أطراف لا تهمها مصلحة البلاد»، في إشارة إلى معارضين دعوا إلى مقاطعة الانتخابات أو التصويت ضد الجميع فيها «لسحب الشرعية عن الحزب الحاكم»، كما قال غاري كاسباروف بطل الشطرنج السابق وأحد زعماء المعارضة اليمينية التي مُنعت من خوض السباق بعد رفض تسجيل حزبها. وتحدثت أوساط المعارضة عن انتهاكات واسعة جرت خلال الحملة الانتخابية لضمان فوز مريح للحزب الحاكم، وشكا معارضون من تضييقات واسعة متوقعة على عمل المراقبين الدوليين والمحللين. وكان بوتين حذّر خلال الحملة، من نيات «قوى أجنبية التدخّل في الاستعدادات للانتخابات وفي الانتخابات الرئاسية في آذار (مارس) المقبل»، بينما أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما قسطنطين كوساتشوف أن روسيا «ستتعامل بحزم مع أي تدخّل خارجي في سير العملية الانتخابية المقبلة فيها». وفي مؤشر إلى «الضغوط الممارسة على المراقبين»، أعلنت مؤسسة «غولوس» (الصوت) أمس، عن احتجاز رئيستها ليليا شيبانوفا في مطار موسكو- شيريفيتيفو، لساعات عند عودتها من الخارج للمشاركة في الإشراف على الانتخابات. وقال راميد اخميتجالييف محامي المؤسسة المستقلة، التي تتولى عادة مراقبة الانتخابات في روسيا، إن ضباط الجمارك احتجزوا جهاز كومبيوتر محمولاً عائداً لشيبانوفا ونسخوا محتوياته، قبل أن يصادروه. وقالت شيبانوفا لاذاعة روسية إن سلطات المطار «أبلغتني بأن لديهم معلومات عن أنني أحضرت نوعاً خطراً من البرامج عبر الحدود». وكانت محكمة روسية غرّمت المؤسسة ذاتها قبل يوم واحد على الحادث بتهمة نشر نتائج استطلاعات الرأي بعد انتهاء الوقت المحدد لذلك وفق القوانين، لكن اخميتجالييف اعتبر أن «الضغط على غولوس وقادتها يهدف الى عرقلة أنشطتهم التي تتضمن المراقبة العلنية المستقلة للانتخابات». وأعربت واشنطن عن قلقها في شأن «ما يبدو أسلوباً للتحرش» ب «غولوس». وقال ناطق باسم البيت الأبيض في بيان إن «إدارة الرئيس باراك أوباما قلقة في شأن قرار المحكمة، ويبدو ذلك أسلوباً للتحرّش بمؤسسة تراقب الانتخابات».