تشير الباحثة نورة الصويان في دراستها عن علاقة «انحراف الفتيات» ب «اضطرابات الوسط الأسري»، إلى أنماط مختلفة لانحراف الفتيات، وكانت الدراسة شملت عينة بلغ عددها 112 فتاة من المودعات بدار الرعاية، وحدد منهن 11 فتاة لإجراء دراسة حالة عليهن، وتم اختيار عينة أخرى بلغ عددها 496 فتاة من طالبات المدارس المتوسطة والثانوية والجامعية في الرياض. وأشارت الدراسة إلى ارتفاع نسبة الهروب من المنزل بين عينة فتيات دار الرعاية الاجتماعية لتصل إلى ما يقرب من نصف عينة البحث، في حين تنخفض هذه النسبة لدى عينة الطالبات من المدارس والجامعات، إذ تصل إلى أقل من 3 في المئة من عينة البحث، أما بالنسبة لأنماط الانحراف الأخرى لفتيات دار الرعاية فكانت متنوعة على التوالي: التغيب والهروب من المنزل بنسبة 58 في المئة، مشكلات أخلاقية بنسبة تصل إلى 27 في المئة، جرائم العنف بنحو 9 في المئة، الاختلاس بنحو 7 في المئة، والسرقة بنحو النسبة الأخرى ذاتها. أما عن أسباب الانحراف فأرجعتها الباحثة، حسبما توصلت إليه من الإحصاءات الناتجة من خلال عينات البحث، إلى أسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية، فالفقر وعدم تلبية الحاجات المادية كانا احد أهم الأسباب، إضافة إلى سوء التنشئة الاجتماعية وزواج الأب من أخرى، أو طلاق الوالدين، وعدم إشباع الحاجة إلى الحب والحنان، وغياب التوجيه والإرشاد، وإجبار الفتيات على الزواج، وغياب الحوار وسيطرة الأخوة الذكور، وتأثير صديقات السوء، ومشاهدة الانحرافات من خلال الفضائيات، أو التعرض للابتزاز من الآخرين، أو الإجبار على ترك الدراسة والتسرب من التعليم.