رغم التنسيق بين جماعة «الإخوان المسلمين» والسلفيين، خصوصاً حزب «النور»، في الانتخابات البرلمانية التي تُجري جولة الإعادة على المقاعد الفردية ضمن المرحلة الأولى فيها غداً وبعد غد، إلا أن السمة الغالبة على جولة الإعادة هي المنافسة بين مرشحي حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، ومرشحي «النور». وتجرى جولة الإعادة على 52 مقعداً من بين 56 شملتها المرحلة الأولى، إذ لم يتمكن سوى أربعة مرشحين من حسم المقعد من الجولة الأولى، هم الدكتور عمرو حمزاوي والصحافي مصطفى بكري ومرشحا «الإخوان» أكرم الشاعر ورمضان عمر. وأظهرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات أن «الإخوان» والسلفيين سيخوضون منافسة شرسة على أكثر من 20 مقعداً، ف «النور» الذي يخوض الإعادة على 26 مقعداً ينافس الإخوان على 22 منها. وفي محافظة الفيوم على سبيل المثال، يخوض «النور» الإعادة على مقاعدها الستة وينافس «الإخوان» على أربعة منها. وفي دمياط، يخوض «النور» الإعادة على 4 ينافس «الإخوان» على 3 منها. لكن هذه المنافسة الشرسة لم تمنع قطبي التيار الإسلامي من التنسيق في دوائر أخرى، إذ يدعم الطرفان بعضهما بعضاً في الدوائر التي لا يكون أحدهما منافساً فيها، ففي دائرة مدينة نصر القاهرية تدعم جماعة «الإخوان» المرشح السلفي محمد يسري الذي ينافس رئيس حزب «العدل» مصطفى النجار، وهو الوضع ذاته الذي يتكرر في أكثر من دائرة. واعتبر نائب رئيس «الحرية والعدالة» عصام العريان أن الحديث عن تنسيق كامل مع السلفيين غير صحيح. وقال ل «الحياة» إن «حزب النور منافس، ولا ننسق معه إلا في حدود»، مضيفاً أن «التنسيق مع السلفيين لا يتخطى حدود الدوائر المعلن عنها، وخلاف ذلك نخوض منافسة شريفة مع حزب النور... الجميع يجب أن يختار بحرية والمزاج المتسامح والمعتدل هو الذي ستكون له الغلبة». الموقف ذاته عبَّر عنه الناطق باسم «النور» يسري حماد الذي قال ل «الحياة» إن «التنسيق بين الحرية والعدالة والنور كان في دوائر محدودة جداً مرشح فيها رموز في العمل الإسلامي ولا خلاف عليها، ومن هنا جاء الدعم، ولكن في العموم هناك تنافس شديد». وأضاف: «بعضهم كان يتخوف من تفتت الصوت الإسلامي، لكن نتيجة المرحلة الأولى أثبتت أن لا تفتت». وأوضح أن «كل حزب يحاول اختيار أفضل العناصر، ويسعى بالضرورة إلى إنجاح مرشحيه، لكن هذا لا يمنع الاتفاق في بعض قضايا والتنسيق إزاءها».