طهران، لندن - أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، إعادة انتخابه «هزيمة للأعداء» الذين «فشلوا في إطاحة» النظام الإسلامي ب «طريقة ناعمة». ولم يعلّق المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي في شكل مباشر، على قرار مجلس صيانة الدستور تثبيت فوز نجاد وطَي ملف الانتخابات. وأصدر مكتب موسوي بياناً ذكّر بالموقف الذي أعلنه في رسالة وجهها الى المجلس في 27 حزيران (يونيو) الماضي، وطالب فيها بتشكيل لجنة مستقلة للنظر في العملية الانتخابية، وإلاّ إلغاء نتائجها وتنظيم انتخابات رئاسية أخرى. كما لم يعلن المرشحان الآخران مهدي كروبي ومحسن رضائي موقفاً في هذا الشأن. في الوقت ذاته، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان لندنوطهران متفقتان على إيجاد «حل سريع» للنزاع حول اعتقال أربعة موظفين إيرانيين موظفين في السفارة البريطانية في طهران. وقال أمام مجلس العموم (البرلمان) انه ناقش الأمر هاتفياً مع نظيره الإيراني منوشهر متقي، مضيفاً: «اتفقنا على ان (صدور) قرار سريع (للحل) هو في مصلحة البلدين». وكشف ان متقي ابلغه رغبته في رفع مستوى العلاقات مع بريطانيا ودول أخرى أوروبية. وأوضح ميليباند أن بريطانيا «ستعمل مع شركائها في صورة مكثفة، لضمان صدور موقف دولي موحد في ما يتعلق بالتعامل مع الحكومة الإيرانية» المقبلة. وزاد أن الاتحاد الأوروبي سيُضطر الى فرض عقوبات أشد على طهران، إذا لم تقبل بحلول نهاية السنة عرض الحوار الذي قدمته الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) لتسوية مشكلة البرنامج النووي الإيراني. في باريس، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال: «نلاحظ ان أياً من المرشحين الخاسرين الثلاثة، غير مستعد للاعتراف بنتائج» (الانتخابات). وأن الحركة الاحتجاجية الشعبية (على النتائج) لا تزال قوية». الى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن نجاد قوله: «هذه الانتخابات كانت استفتاءً، وشكلت نصراً للأمة الإيرانية. على رغم مخططات الأعداء، الخفية والجليّة لإطاحة النظام بطريقة ناعمة، فشلوا في تحقيق أهدافهم». وأضاف بعد زيارته وزارة الاستخبارات الايرانية: «نرغب في تفاعل مع دول العالم مرتكز الى التغيير، وفي هذا السياق علينا ان نستخدم كل طاقاتنا لتدمير هيمنة قوى الاستكبار العالمي». وجاء تصريح نجاد بعد إعلان الناطق باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي، أن «ملف الانتخابات بات مغلقاً»، وحض القضاء على اتخاذ إجراء قانوني بحق «مروّجي الإشاعات حول تزوير الانتخابات». وتتمثل الخطوة المقبلة في مصادقة مرشد الجمهورية علي خامنئي على انتخاب نجاد رئيساً، قبل ان يؤدي اليمين الدستورية. وتزامن تثبيت نتيجة الاقتراع، مع حملة على موسوي شنها رجال دين محافظون، بينهم عضو مجلس صيانة الدستور محمد يزدي الذي هدد بأن المجلس «لن يصادق على ترشح موسوي» في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2013. وبعد قرار المجلس، قال شهود ان آلافاً من عناصر الشرطة ومتطوعي «الحرس الثوري» (الباسيج) انتشروا في ابرز ساحات طهران، لمنع تجدد التظاهرات التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات. على صعيد آخر، أفادت قناة «العالم» الإيرانية بأن «ايران وروسيا توصلتا الى اتفاق حول الموعد النهائي لتشغيل مفاعل بوشهر النووي، من دون الإفصاح عن التاريخ». وأضافت ان ذلك جاء خلال محادثات أجراها وفد إيراني برئاسة محمد سعيدي مساعد الشؤون الدولية في الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية في موسكو، مع رئيس الهيئة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو.