على رغم توصل السلطة والمعارضة في اليمن إلى توافق على توزيع حقائب حكومة الوفاق الوطني والإعلان عن احتمال إعلان تشكيلتها اليوم أو غداً، إلا أن استمرار المواجهات المسلحة في تعز (260 كلم جنوب صنعاء) بين قوات الجيش والأمن الموالية للنظام ومسلحي القبائل المؤيدة للمعارضة لليوم الثاني وسقوط 5 قتلى على الأقل وعدد من الجرحى في قصف مدفعي للجيش، ينذر بتصعيد سياسي قد يؤثر سلباً على مسار التسوية. وفي هذا الإطار، حذر رئيس «المجلس الوطني لقوى المعارضة» المكلف تشكيل الحكومة محمد سالم باسندوه من احتمال انهيار الاتفاق السياسي الذي وقع قبل أسبوع مع حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم إذا استمرت المواجهات في تعز، وقال في بيان ليل الخميس - الجمعة إن «القتل في تعز عمل متعمد لإفساد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الرياض برعاية العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز». وكانت حصيلة يومين من المواجهات والقصف المتبادل في تعز ارتفعت أمس إلى 20 قتيلاً على الأقل وأكثر من 70 جريحاً. وناشد باسندوه نائب الرئيس عبدربه منصور هادي «إصدار توجيهات علنية للقوات في محافظة تعز للكف فوراً عن ارتكاب المزيد من المجازر بحق أبناء المدينة، وإلا فإن المجلس الوطني سيعيد النظر في مواقفه». من ناحية ثانية، تعرض رئيس «اللجان الشعبية» المناهضة لتنظيم «القاعدة» في منطقة لودر التابعة لمحافظة أبين (جنوب) لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة أثناء خروجه من مسجد بجوار منزله بعد أدائه صلاة الجمعة. وقالت مصادر محلية إن الشيخ توفيق علي حويس الذي يقود مجموعات قبلية مسلحة لمواجهة تمدد «القاعدة» في أبين أصيب بجروح طفيفة في رابع محاولة لاغتياله، في حين قتل أحد مرافقيه. وأكدت المصادر نفسها بأن قبائل مودية تصدت في الأسابيع الأخيرة لعناصر القاعدة ومنعتهم من التواجد على مناطقهم أو المرور منها، ووقعت مواجهات بين الطرفين أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، مشيرة إلى احتشاد مجموعات كبيرة من المسلحين في مناطق جبلية متاخمة لمديرية جعار المجاورة لعاصمة المحافظة زنجبار، بما يوحي باستعدادها للقيام بعمل مسلح كبير في المحافظة. وتابعت المصادر أن تنظيم «القاعدة» في أبين أدرج على لوائح الاغتيالات التي تضم ضباطاً في الجيش والأمن ومسؤولين في أجهزة مكافحة الإرهاب، أسماء عدد من القيادات المحلية والقبلية في «اللجان الشعبية» بسبب دعمهم للقوات الحكومية في العمليات القتالية ضد مسلحي التنظيم وأنصاره المتشددين.