طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – وصف رجل الدين الايراني المتشدد أحمد خاتمي البريطانيين بأنهم «أغبياء»، معتبراً أن حكومتهم «كانت تحتاج عملاً تأديبياً»، كما حذر الأوروبيين من «التورط معهم، ليتجنبوا كراهية الشعب الايراني». وأشاد بقرار مجلس الشورى (البرلمان) خفض العلاقات مع لندن، قائلاً في خطبة صلاة الجمعة: «اذا كان يُفترض أن نقدم لائحة بالممارسات الخيانية لبريطانيا، يجب أن ننشر مجلدات ضخمة عن ذلك». ولفت الى ان «الإنكليز هيمنوا على جميع شؤون ايران، مع بدء حكم نظام بهلوي المشؤوم، إذ جاؤوا برضا خان، وعندما انتهت فترة صلاحيته أطاحوا به وجاؤوا عام 1953 بمساعدة أميركا، بابنه المجرم ليتسلط على الشعب. وبعد الثورة لم تدخر بريطانيا جهداً لتنفيذ عمليات مناوئة لها، وإذا لم تنفذ عملاً ما، ليس لأنها لم ترغب بذلك، بل لعدم استطاعتها». واعتبر خاتمي أن «الحكومة البريطانية كانت في حاجة الى عمل تأديبي»، مشدداً على ان «بريطانيا كانت توجه مثيري الفتنة في اعمال الشغب التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009». ووصف الانكليز بأنهم «أغبياء جداً، وتلقوا مراراً صفعات من الشعب الايراني»، قائلاً: «على مجلس الأمن ألا يقع في فخ بريطانيا، ويصدر بياناً ضد إيران. على الأوروبيين أن يدركوا أن بريطانيا تريد أن تسري عليهم، الكراهية التي يبديها الشعب الايراني إزاءها. وإذا كان الأوروبيون عقلاء، يجب ألا يتورطوا مع الانكليز، ويربطوا مصيرهم ببريطانيا، ليتجنبوا كراهية الشعب الايراني». واعتبر أن إصدارهم بياناً ضد ايران «يعني أنهم أوقعوا أنفسهم في التهلكة، من طريق حبل بريطانيا المهترئ»، مؤكداً أن فرض حظر على المصرف المركزي الايراني «تدبير عديم الجدوى، إذ لا علاقات وثيقة لنا بأميركا أو بريطانيا». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن المشاركين في صلاة الجمعة «نظموا مسيرة غضب وسخط من السياسات الاستعمارية لبريطانيا، ومساندة لطلاب الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الذين اقتحموا مجمعَي السفارة البريطانية الثلثاء الماضي. وأعادت النروج فتح سفارتها في طهران، بعدما أغلقتها اثر الهجوم على السفارة البريطانية، فيما دعاها السفير الإيراني في أوسلو حسين رضواني، الى «الامتناع عن اتخاذ مواقف مزدوجة»، في ما يتعلق باقتحام السفارة البريطانية. كما نصح السفير الإيراني في استوكهولم رسول إسلامي، السويد بالامتناع عن «الدخول في ساحة تحديات العلاقات» بين طهرانولندن. لكن وكالة «فرانس برس» نقلت سفير أوروبي ان «الصور المباشرة للهجوم (على السفارة البريطانية)، والذي بدا واضحاً أن النظام دبّره، أثارت صدمة ستؤثر لمدة طويلة في العلاقات السيئة أصلاً بين طهران والأوروبيين». في غضون ذلك، أعلنت هيئة «اوفكوم» البريطانية للرقابة على وسائل الإعلام، فرض غرامة قدرها مئة ألف جنيه استرليني (156 ألف دولار) على شبكة «برس تي في» الايرانية، لبثها في حزيران (يونيو) 2009 مقابلة مع مزيار بهاري، الصحافي الايراني - الكندي في مجلة «نيوزويك»، متجنبة ذكر أنها صُورت خلال احتجازه في طهران لاتهامه بالتجسس. عقوبات أميركية وبعد ساعات على تشديد الاتحاد الأوروبي عقوباته على إيران، وقراره «العمل على عقوبات أشد وتُعتبر سابقة، تستهدف قطاعي المال والنفط»، كما قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي قراراً يفوّض الرئيس باراك أوباما سلطة تجميد أرصدة أي مؤسسة مالية أجنبية تُجري تبادلاً تجارياً مع المصرف المركزي الايراني في قطاع النفط. لكن تبقى للرئيس الأميركي سلطة عدم تطبيق هذه العقوبات. لكن الناطق باسم الخارجية الأميركية مارك تونر اعتبر أن القرار «قد يضعف» العقوبات، فيما حذر ديفيد كوهين، وكيل وزارة الخزانة، من «تطبيق آلية تعرّض للخطر المؤسسات المالية والمصارف المركزية لحلفائنا».