اتهم خبير الموارد البشرية الدكتور سمير حسين، جهات لم يسمها، ببعثرة الجهود المفضية إلى إيجاد فرص استقرار وظيفي لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة. وشدد على أنه لا بد من وجود خطة شاملة على أرض الواقع لحصر أعداد منسوبي الفئة الباحثين عن العمل، وأنواع إعاقاتهم، ومن ثم البحث عن توفير الفرص الوظيفة المناسبة لهم، منوهاً في الوقت ذاته بأن تكون مناسبة مع نوع الإعاقة، والتأكد من الجهود الإدارية لتوفير تلك الفرص، وأن تكون هناك دراسات علمية لا اجتهادات فقط، تتم من خلالها التصورات لضمان خلق بيئة عمل مناسبة لأفرادها، ووضع أسس علمية تهيؤهم للعمل. وأشار حسين إلى وجود جهود مبعثرة ما بين جهات مختلفة تعطل ذوي الاحتياجات عن العمل، وعدم وجود جهة معينة لتوظيفهم، وقال: «في السابق كانت وزارة العمل هي المسؤولة عن توظيف هؤلاء، بمعنى أن جهود توظيفهم تسعى بطريقة غير متكاملة، لكننا الآن نسير في الاتجاه الصحيح بوجود حافز لحصر طالبي الوظائف، وبوضع تصور شامل في سوق العمل من خلال إتاحة الفرص الوظيفية المناسبة لنوع إعاقتهم وبحسب جميع أعمارهم». يأتي ذلك، في وقت دعت فيه الجمعية الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية «إبصار» إلى دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتذليل العقبات التي تواجههم في مجالات الحياة المختلفة، فضلاً عن توفير فرص وظيفية لهم، وذلك من خلال لقاء مفتوح تعقده اليوم (السبت) في مناسبة يوم الإعاقة العالمي، تتم فيه مناقشة التوظيف لذوي الإعاقة البصرية والسمعية. وتنفذ الجمعية في الحفلة التي تستمر لمدة يومين في غرفة التجارة والصناعة في جدة برنامجاً تدريبياً يضم للمرة الأولى 25 معوقاً بصرياً و25 أصماً من الجنسين ممن هم على رأس العمل والجامعيين بهدف تنمية مهاراتهم الوظيفية والإدارية. وأوضح الأمين العام للجمعية محمد توفيق بلو أن احتفال الجمعية باليوم العالمي للإعاقة الذي تعلنه الأممالمتحدة في الثالث من كانون الأول (ديسمبر) من كل عام يأتي تفاعلاً مع الأنشطة العالمية، مؤكداً حرص الجمعية على أن يتوافق احتفالها هذا العام مع الشعار الذي أطلقته الأممالمتحدة «معاً لعالم أفضل في التنمية للجميع بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة» وكذلك مع توجهات الحكومة السعودية في العناية بالأشخاص ذوي الإعاقة خصوصاً في ما يتعلق بالتنمية البشرية، لذلك تم تحديد نشاط هذا العام للتطوير المهني والوظيفي لمن هم في سن العمل من خلال مهارة اكتشاف قدراتهم لتمكينهم من مواكبة التوجهات التي تخططها وزارة العمل لتنمية وتطوير توظيف المعوقين من خلال المجلس التوجيهي لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يعنى بتقديم المشورة لذلك، إذ سيتم تنظيم لقاء مباشر بين ممثلي المجلس والمعوقين المشاركين في الفعالية إضافة إلى المحاضرات التي ستقدم في مجال التنمية البشرية بهدف التعرف على توجهات خطط توظيفهم عبر منهج حديث يقوم على التواصل الاجتماعي المباشر بينهم وبين المجلس التوجيهي لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة والغرفة التجارية الصناعية بجدة، وجمعية إبصار الخيرية ونادي الصم، وأسر المعوقين، معتبراً أن مشاركة الجمعية في خدمة قضايا المجتمع هي واجب ديني ووطني وإنساني.