تحفظ عضو الجمعية العمومية لنادي جدة الأدبي عميد معهد اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة أم القرى الدكتور عاد باناعمة على التصنيفات التي تجلت بعد الانتخابات الأخيرة في جدة، يقول: «تلك التصنيفات هي المشكلة الأساسية، الأندية وضعت شروطاً معينة لمن يحق لهم العضوية في الجمعية، وشروطاً أخرى لعضوية مجلس الإدارة، وبالتالي من ينظر من خلال زاوية التصنيفات والمؤامرات هو من يخلق مشكلة لا صلة لها بالواقع». ويضيف: «من وصلوا إلى النادي هم أناس انتخبوا ووصلوا بجدارة، ولم يقدموا برامجهم الانتخابية للجمهور على أنهم إسلامويون، بل مثقفون يريدون خدمة الثقافة». ويطالب باناعمة بعدم الاستعجال في الحكم على المجالس الجديدة بأحكام مسبقة، «فالإدارات السابقة أخذت فرصتها، واستطاع الناس أن يصدروا أحكامهم عليها وتقويمها بعد فترة زمنية»، متسائلاً: «بأي حق يتم الحكم على من لم يمارس عمله بعد؟». ويقول: «حتى مع التسليم بوجود تيارات تريد السيطرة على النادي كالإسلامويون، فمن أراد الانتخابات فعليه أن يقبل بشرطها، وأقبح ما يكون هو المناداة بالانتخابات، ومن ثم الاعتراض على من وصل من خلالها بكل أحقية، فعلى من شارك بها أو أقر ورضي بها أن يقبل بنتائجها كيفما كانت». هاجس قضية المرأة في الأندية الأدبية، وما تعرضت له في نادي الباحة، حدا بالأكاديمي وعضو النادي أن يعتبر أنه ليس من المنطقي وضع البيض في سلةٍ واحدة، «فالإسلامويون في السعودية وفي العالم طرائق ومذاهب مختلفة، وذلك واضح لأدنى متابع، ففي ما يتعلق بقضية المرأة أو غيرها، فكل مجموعة تحاكم على عملها ولا يتحمل وزرها غيرها، فمثلاً في التيار المخالف هناك ممارسات غير مقبولة كأن تقرأ لبعضهم كتابات بها تجاوز أخلاقي كتلك التي طالبت بتعدد الأزواج، فهل يصلح أن نحمل مجموع التيار وأن نحاسبه بقولها؟، هنا يبقى الموقف مقيداً بإطار من تصدر له». ويتابع: «موضوع مشاركة المرأة بالتحديد، إما أن يكون فيه قانون ملزم، فلن يتمكن الإسلامويون ولا غيرهم من منعه، وإما أن يكون مسألة اجتهادية، وهنا فلا ينبغي أن تكون هناك حساسية شديدة من أحد القولين، فليس لمن يرون جلوسها الحق الكامل في قولهم الذي لا جدال فيه مع من خالفه». وعن غياب بعض المثقفين الليبراليين الذين كان من المتوقع نجاحهم في الانتخابات، يعلق باناعمة: «نحن نعيش في واقع أسماء كبيرة على المستوى السياسي أكبر منها على المستوى الثقافي، وفي فترةٍ ما غابت عن الساحة، وقبل الناس بذلك، فلا ينبغي أن تكون هناك حساسية بتغير الأمور والبرامج واختلاف الأشخاص، لأن ذلك من سنة الحياة».