رداً على مقال الزميل سعود الريس، المنشور السبت 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، بعنوان: «بسيوني» وفرص التسوية». أكدت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية لأكثر من مرة وفي أكثر من موقف منذ 14 شباط (فبراير) 2011 وقبل الأحداث التي صاحبت هذا التاريخ على وطنية التحركات، ورفضت أي تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وهو موضوع انتهى الجدل به بشهادة لجنة تقصي الحقائق التي شكلت بأمر من السلطات البحرينية برئاسة المحقق الدولي محمود بسيوني بأن لا أدلة على ضلوع إيران في ثورة البحرين بعد كل الاتهامات لهذه الثورة بانتمائها للخارج ودخول قوات درع الجزيرة للبحرين وفقاً لذلك. وأتى تعليقنا في المؤتمر الصحافي بالتأكيد على طلب خروج قوات درع الجزيرة من البحرين وفقاً لما انتهى إليه التقرير، على أن ذرائع وجوده التي ساقتها السلطة أصبحت غير حقيقية وغير متوفرة، ولأن ذريعة التدخل الخارجي باتت مجرد نسج أوهام يتغنى به البعض من أجل التبرير للسلطة في البحرين رفضها لمطالب الإصلاح والديموقراطية. وحرصاً منا في عدم تعقيد الوضع في البحرين أكثر، وأن وجود درع الجزيرة فتح أبواب التصريحات والتصريحات المضادة، ما أخذ كذريعة لتشويه وطنية الحركة. لكن يبدو أن الكاتب سعود الريس يضيق صدره لسماع وجهة نظر مختلفة عما يراه، ولم يتعود على سماع نقد جريء للسلطات في الخليج، حتى ونحن نعيش في ظل «الربيع العربي» الذي ألغى الكثير من مساحات الديكتاتورية وأتاح مكانها تأكيداً على حقوق الإنسان والحريات، ونتيجة لعدم اعتياده على سماع ردود واضحة ربما أثار حفيظته وتشنجه في شخصنة الموضوع ناحية الأستاذ خليل المرزوق (مساعد الأمين العام لجمعية الوفاق للشؤون السياسية) والمشهود له بالأدب الحواري الراقي لكنه الحازم والصريح والجريء في الوقت ذاته. ويمكن للسادة القراء الاستماع لتسجيل صوتي لكامل وقائع المؤتمر وفق الوصلة التالية http://mixlr.com/wefaqlive/alwefaq-press للتأكد من أن المرزوق لم يهاجم المملكة العربية السعودية الشقيقة، ولا قوات درع الجزيرة، ولم يتغن ببراءة إيران، كما وصفها الاستاذ الفاضل سعود الريس في مقاله. فقد أكدنا ونؤكد على وحدة دول الخليج، وكون أبناء الخليج أشقاءً يربطهم المصير الواحد وهو أمر يتجاوز وجهات النظر إلى كونه واقعاً، لذلك طالبت الوفاق سابقاً وتطالب بتطوير العلاقات الخليجية واستمرار تنميتها وفقاً لمبدأ الأخوة والجيرة الصالحة، ومطالبتنا برحيل قوات درع الجزيرة جاءت لمراعاة هذه الأخوة ومن منطلق عدم إفساح المجال للتدخلات الخارجية في البحرين، بحيث يتم إنهاء ذريعة التدخل الخارجي بما انتهى إليه تقرير بسيوني. ونأمل أن تكون كتابات الصحافيين والمحللين عاملاً مساعداً لدفع الأمور في البحرين للحل السياسي بدلاً من دفعها لمزيد من التشنج والتأزيم، وأن تكون كتاباتكم عامل تقارب بين الشعوب الخليجية والأطراف المختلفة بدلاً من أن تكون عامل تصعيد، بناءً على فهم مغلوط ومجتزئ، كما ندفع بدورنا بخطابنا أن يكون أحد عوامل الحل والتقارب بين مختلف الأطراف في البلاد. جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بمملكة البحرين