عانت جماعة «الإخوان المسلمين» طيلة العقود الماضية من حملات إقصاء واسعة، لكنها خرجت «أكثر قوة» في أعقاب نجاح الثورة المصرية في إزاحة نظام الرئيس السابق حسني مبارك لتتصدر المشهد السياسي المصري. ومنذ ذلك التاريخ و «الإخوان» يتعرضون لحملات انتقاد لاذعة، تارة بسبب موقفهم من «الدولة المدنية»، وتارة أخرى ل «سعيهم للاستئثار» بالبرلمان المقبل، ومن ثم الانفراد بوضع الدستور. تلك الحملات اشتدت خلال اليومين الأخيرين؛ إذ ركزت غالبية وسائل الإعلام «الخاصة» على ما وصفته ب «انتهاكات الإخوان في الانتخابات». وعلى رغم ذلك، يظهر أن جماعة «الإخوان» ستخرج أيضاً «أكثر قوة»، إذ أفادت المؤشرات الأولية لنتائج المرحلة الأولى تقدم حزبها «الحرية والعدالة» عن كل منافسيه، ليُطرح التساؤل:هل تستفيد جماعة «الإخوان» من الحملات التي تستهدفها؟ نائب رئيس حزب “الحرية والعدالة” القيادي الإخواني البارز عصام العريان دعا الجميع إلى «احترام إرادة الشعب» مستبقاً على ما يبدو حملات تشكيك قد تتعرض لها تشكيلة البرلمان المقبل، خصوصاً مع ظهور بوادر لتلك الحملات، إذ رأى بعض أنصار التيار الليبرالي أن الانتخابات «لا تعبر أن إرادة الشعب المصري»، ما ردَّ عليه العريان بالتأكيد أن الشعب المصري اختار مرشحيه بحرية، وقال: «المصريون اختاروا بحرية، وعلى الجميع أن يحترم إرادة الشعب». ورُصدت في الأيام الماضية حرب إعلامية تستهدف التشكيك في تقدم «الإخوان المسلمين» من خلال التركيز على الانتهاكات التي ارتكبها أعضاؤها خلال المرحلة الأولى، على رغم تورط كل القوى في الانتهاكات بحسب تقارير حقوقية، ما يُظهِر أن وسائل الإعلام باتت مسرحاً ل «تصفية الحسابات» إذ أن غالبية القنوات والصحف الخاصة مملوكة لرجال أعمال ينتمون إلى تيارات سياسية تخالف مرجعية «الإخوان» أو يتزعمون أحزاباً تنافس الجماعة على مقاعد البرلمان. وتشارك غالبية هذه القنوات والصحف الخاصة في الهجوم على حزب «الحرية والعدالة». قيادات إخوانية أبدت امتعاضها من «الحرب الإعلامية» التي تستهدفها، وانتقد نائب المرشد العام للجماعة المهندس خيرت الشاطر «بعض الصحف الصفراء والفضائيات»، التي تشن الحرب الإعلامية ضد «الإخوان»، مطالباً قيادات وأنصار جماعته بعدم الالتفاف إلى كل ما يقال أو يشاع عن الجماعة؛ لأنهم يحرفون الكلام. كما أعلن أن الجماعة ستطلق عدداً من المنافذ الإعلامية، لكن مصادر قيادية شددت على أن ما تتعرض له الجماعة لن يؤثر في مسيرتها، بل على العكس، ودللت على ذلك بمؤشرات المرحلة الأولى. وقالت: “تعوَّدنا على حملات التشويه طيلة العقود السابقة». ورأت أن المصريين “باتوا أكثر وعياً، ولا يتأثرون بما يقوله هذا التيار أو ذلك، بل هم يشاهدون من القريب منهم ومن مشاكلهم، ومن يتلاعب بالكلمات لمصلحته الشخصية».