سيول – رويترز، يو بي آي - أعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي سانغ هي أمس، ان كوريا الشمالية تخصب «على ما يبدو» يورانيوم، ما يمنح الدولة الشيوعية التي نفذت تجربة على شحنة نووية باستخدام بلوتونيوم في ايار (مايو) الماضي وسيلة اخرى لصنع اسلحة نووية. وقال لي خلال جلسة للبرلمان: «من الواضح ان الكوريين الشماليين يحققون تقدماً في هذا البرنامج الذي يسهل اخفاؤه اكثر من برنامجهم الحالي المعتمد على اليورانيوم»، علماً ان بيونغيانغ كانت ردت في وقت سابق من الشهر الجاري على فرض الأممالمتحدة عقوبات عليها بسبب تنفيذها تجربة نووية ثانية في 25 ايار (مايو) الماضي بإعلان انها ستستأنف تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في مفاعل يعمل بالماء الخفيف، في وقت يرى خبراء ان كوريا الشمالية الفقيرة تفتقر الى التكنولوجيا والموارد اللازمة لتشييد هذا المفاعل المكلف، «لكن يحتمل ان تستخدم هذا البرنامج ستاراً لتخصيب اليورانيوم من اجل صنع اسلحة». وأعلن خبراء في الانتشار النووي ان كوريا الشمالية اشترت معدات لازمة لتخصيب اليورانيوم، وبينها اجهزة للطرد المركزي وأنابيب المونيوم ذات قوة عالية، لكنهم يشكّون في متابعة بيونغيانغ جدياً هذا المشروع. وقال الخبير النووي هوي تشانغ اخيراً: «لا يرجح نجاح كوريا الشمالية في تحقيق قدرة كبيرة على التخصيب في المستقبل القريب، فيما يمكن ان تسرع مساعدة خارجية تتلقاها من حلفائها مثل ايران انجازها هذه العملية». ويقول مسؤولون كوريون جنوبيون ان التحركات العسكرية الأخيرة لكوريا الشمالية، والتي تضمنت ايضاً اختبار صواريخ باليستية وإطلاق تهديدات بمهاجمة كوريا الجنوبية تهدف على الأرجح الى بناء دعم داخلي للزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل (67 سنة)، في وقت يستعد لتوريث الحكم في بلاده. وأعلنت البحرية الكورية الجنوبية أمس، أنها ستجري تدريبات إغاثة مشتركة مع البحرية اليابانية بدءاً من غد وحتى العاشر من الشهر الجاري تشمل تنفيذ عمليات بحث وإنقاذ «ساريكس»، وذلك في المياه الإقليمية المشتركة بين جزر دودكو الكورية الجنوبية وأكي اليابانية. وسينشر الجانبان مدمّرات وطائرات وطوافات، في إطار توسيع العلاقات العسكرية بين البلدين. وسترسو السفن اليابانية في الموانئ الكورية الجنوبية على الساحل الشرقي. على صعيد آخر، اعلن ناشطون في سيول أن بيونغيانغ اقترحت إجراء لقاءات غير حكومية نادرة مع منظمة «اعلان 15 حزيران (يونيو)» الكورية الجنوبية التي انشئت بعد القمة الأولى التي عقدت بين الكوريتين عام 2000 للبحث معها في مشاريع مشتركة، على رغم فتور العلاقات بين الكوريتين. وأفادت رسالة بعثتها اللجنة الكورية الشمالية إلى الإعلان ذاته ان الاجتماع الذي اقترح عقده في مدينة شينيانغ الصينية بين الشهر الجاري وآب (أغسطس) المقبل في شينيانغ في الصين، يهدف الى مناقشة «مواضيع التضامن بين الشمال والجنوب، وتطبيق البيانات المتفق عليها». ولم توافق الحكومة الكورية الجنوبية بعد على هذه اللفتة النادرة من كوريا الشمالية، فيما وصفت اللجنة الكورية الجنوبية الدعوة بأنها «غير اعتيادية» في ظل التوتر السائد بين البلدين. ونقلت الوكالة عن مسؤول في اللجنة الكورية الجنوبية طلب عدم ذكر اسمه أن «توتر العلاقات بين الكوريتين، لا يسمح بضمان موافقة سيول على عقد اللقاء مع الكوريين الشماليين. لكن الأمر يستأهل الحوار». وفي طوكيو، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بعد لقائه وزير الخارجية الياباني هيروفومي ناكازوني، كوريا الشمالية الى الامتناع عن «اي عمل جديد يمكن ان يهدد بتدهور الوضع الخطر اصلاً في المنطقة». ودعا الدول الأعضاء في الأممالمتحدة الى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1874، والذي صدر رداً على التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة، وينص على تفتيش سفن الشحن الكورية الشمالية المشتبه بنقلها اسلحة محظورة او مواد مرتبطة بنشاطات نووية او صاروخية.