كشفت مصادر فلسطينية النقاب عن خلافات بين حركة «فتح» والرئيس محمود عباس من جهة، وعدد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وخصوصاً «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» من جهة ثانية، على خلفية ادارة الحوار في القاهرة مع حركة «حماس». وأكدت المصادر ذاتها ل «الحياة» أن رئيس وفد حركة «فتح» إلى حوار القاهرة عضو لجنتها المركزية أحمد قريع (أبو علاء) هدد بعدم التوجه الى القاهرة لمواصلة الحوار مع «حماس» في حال استمرت الانتقادات الموجهة اليه والى فريقه المحاور من عدد من الفصائل، ولا سيما «الديموقراطية» التي هددت بعدم توقيع اتفاق المصالحة المتوقع في السابع من الشهر الجاري في القاهرة. ويتركز الخلاف في شكل أساس على اللجنة التي اقترحتها مصر، ووافق عليها «أبو علاء» أثناء حوار القاهرة، بعد رفضها من كل فصائل منظمة التحرير لأسباب متباينة. ففيما رأت «فتح» وحزب «فدا» و «جبهة التحرير الفلسطينية»، و «جبهة التحرير العربية»، و «الديموقراطية» أن اللجنة المقترحة التي ستتألف من ممثلين عن الفصائل ومستقلين «ستعطي شرعية لانقلاب حماس في قطاع غزة»، رفضت «الجبهة الشعبية» اللجنة من منطلق أنها «ستكرس الانقسام، لأنها ستعمل على التنسيق بين حكومتي رام اللهوغزة، ما يعني ادامة أمده وليس انهائه». وأشارت المصادر الى أن «الديموقراطية» اعتبرت أن «وفد فتح ورئيسه أبو علاء وقعا في خطأ عندما وافقا على اقتراح اللجنة، لكن الأخير برر الأمر بأنه تلقى تعليمات في هذا الشأن من عباس». ولفتت الى أن «الرئيس عباس بدوره برر الأمر بأن لا يستطيع أن يرفض أي اقتراح مصري مهما كان». وقالت إن هناك نقطة خلافية أخرى بين فصائل المنظمة من جهة و «فتح» من جهة أخرى تتمثل في موافقة وفدها المفاوض على مبدأ أن يكون النظام الانتخابي مختلطاً بين نموذجي الدوائر والنسبي، أي القوائم الانتخابية. وأضافت أن «الفصائل مجتمعة ترى أن النظام يجب أن يكون وفق النسبي الكامل، كما اتفقت هذه الفصائل مع «فتح» في السابق، وليس مختلطاً، كما اتفقت الأخيرة مع «حماس» في حوار القاهرة». وأشارت الى أن «الديموقراطية» طالبت «فتح» بالتراجع عن موافقتها على تشكيل اللجنة ونظام الانتخابات المختلط، والا فإنها لن توقع على اتفاق القاهرة. ولفتت الى أن «أبو علاء أكد أن الانتخابات (التشريعية المقبلة التي توافقت الفصائل جميعاً في حوار القاهرة على أن تُنظم في 25 كانون الثاني / يناير المقبل) لن تجري وفقاً لنظام التمثيل النسبي في شكل كامل». وأشارت الى أن «أبو علاء قال إنه لا يستطيع تحمل مسؤولية فشل الحوار أمام الجميع، مستشهداً بما قاله له عباس إنه يوافق على أي اتفاق ينهي الحصار ولا يعيده».