أكد الإعلامي السعودي قينان الغامدي أن التحكم الحكومي والإداري أضعف المهنية وخفض سقف الحرية في الصحافة، كما أن المحتوى العام للإعلام السعودي الرسمي والأهلي ليس في مستوى قامة المملكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مرجعاً ذلك إلى فرض المملكة قوانين على الحريات وقوانين معينة أخرى، واهتمامها بجوانب التنمية ما عدا الإعلام إلى حد ما - بحسب تعبيره -. وذكر الغامدي أن مستويات الصحف السعودية متقاربة، إلا أن صحيفة «الحياة» الأفضل، لأنها مهنية ومتألقة وبها حيوية أكثر من البقية، مؤكداً أن هيئة الصحافيين السعوديين في وضع غير جيد، وتحتاج إلى جهد وتطوير. وتطرق قينان خلال لقائه عبر برنامج «ياهلا» مع علي العلياني على قناة «روتانا خليجية» ليل أول من أمس إلى جوانب عدة، برز منها حديثه عن الجرأة في الطرح الإعلامي الذي رافقه خلال ترؤسه لصحف «الوطن» و«البلاد» و«الشرق»، مستغرباً من استجابة بعض الصحف لسطوة الإعلان، ومن وجود الحملات الإعلانية لدى الوزارات. وعلى رغم إقراره بأن حرية الصحافة السعودية هامشها جيد في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلا أنه أكّد أكثر من مرة أن الإعلام السعودي رد فعل، وليس في مستوى المملكة، إضافة إلى عدم وجود معاهد متخصصة أو تدريب أو ابتعاث في مجال الإعلام، مستثنياً الإعلام المحسوب على السعودية مثل مجموعتي «إم بي سي» و«روتانا». وقال الغامدي أثناء فقرة المحاكمة في البرنامج: «سقف الحرية مسؤولية الصحافة، والمسؤولين لن يطلبوا رفعه، ولا أرى مشكلة أن تناقش جميع المواضيع فيه، شريطة أن لا تمس الثوابت الوطنية والدينية المتفق عليها»، مشيراً إلى أن الجرأة مسألة نسبية. ورداً على «الحياة» في فقرة المؤتمر الصحفي، وجه قينان الغامدي اللوم إلى الصحافة السعودية لعدم نشرها تحقيقات واضحة عن تجاهل المتحدثين الرسميين في الجهات الحكومية للصحافة، لافتاً إلى أن الاكتفاء بالتنويه عن تجاهلهم لا يكفي، ويجب أن يلفت النظر ليجبر المتحدثين على تنفيذ تعليمات الملك في 2011 الخاصة بالإفصاح عن ما لديها من معلومات للإعلام بسرعة. وتعليقاً على استقطاب الجهات الحكومية لصحافيين متعاونين للعمل في مراكزها الإعلامية، طالب الغامدي بأن لا تسمح الصحيفة بأن ينشر الصحافي أي معلومات عن الجهة التي يعمل بها، موضحاً أن الصحف أحياناً تتعامل مع هؤلاء الفئة على أنهم مخبرين سريين. وعلق قينان الغامدي على وصفه ب«أكثر الصحافيين انتقاداً لجماعة الإخوان المسلمين» بقوله: «ليس لدي موقف شخصي من التنظيم، إلا أنني عرفت خطورتهم منذ وقت باكر، وكتاباتي ضدهم تنطلق من موقف وطني». موضحاً أن إقالته من رئاسة تحرير صحيفة «الشرق» ربما تكون بسبب تراكمات بدأت قبل إقالته بأربعة أشهر، عندما بدأت الصحيفة بنشر تحقيقات لمتابعة خطط «الإخوان» والدعم القطري له، وبسبب ما قيل في وسائل التواصل الاجتماعي عن كتابات الدكتور عبدالعزيز الدخيل والدكتور عبدالله الفوزان، مضيفاً: «لا أعلم لماذا أقلت، ولكن ربما بسبب تلك التراكمات، لم أجد إجابة عن سبب إقالتي ولم أبحث عنها». ولفت إلى أنه عمل في مخرطة ومنجرة وكتابة العرائض عند المحكمة وحكم كرة قدم ودخل الصحافة هاو. وفي رد على رأيه في قيادة المرأة السعودية للسيارة، قال: «أؤيد قيادة المرأة لأنه حق والحقوق لا تناقش».