حلّ قينان الغامدي، أو كما يقال عنه "بلدوزر الصحافة" ضيفاً في الحلقة الثانية من برنامج "يا هلا رمضان" مع الإعلامي علي العلياني على قناة روتانا خليجية، وهو شخصية مشوبة بالعناد، تنقل بين كراسي الصحافة، وانحاز للمهنية على حساب العلاقات، ما كلّفه الكثير. وخلال البرنامج تحدث قينان الغامدي عن حياته وتجاربه الصحافية بين جرائد الوطن والشرق والبلاد. بداية انطلق بالحديث عن طفولته حيث ولد في الباحة يتيماً، وعن افتقاده لشعور الأمومة قال: "افتقادي لوالدتي جعل من كل نساء القرية في مكانة أمي".
ولم يخفِ قينان الغامدي حبه للعلم، فقال: "كان عندي طموح للالتحاق بالكلية الجوية، لكن الوالد رحمه الله رفض رفضاً باتاً لارتباطه بي، ففضلت التخرج معلماً".
وعن عمله قال الغامدي: "كنت أعمل أثناء دراستي بحكم الحاجة، وفي الثاني الثانوي كنت أكتب عرائض عند المحكمة".
وتابع: "عملت في بداياتي معلماً وحكماً، ووصلت لحكم من الدرجة الأولى، لكنني تركت الرياضة من أجل الصحافة التي دخلت إليها من باب الهواية، وليس لدينا حتى الآن متخصصون في الشأن الاقتصادي".
وحين أقيل بحث "الغامدي" عن السبب الواضح فلم يجده: "لا أعرف لماذا أقلت، لكن قراءتي أن الإقالة كانت بسبب موقف الجريدة التراكمي من الإخوان، وبعض مقالات الكتاب الناقدة".
وطيلة فترة عمله كانت ل "الغامدي" ملاحظات لخّصها بقوله "لم أسمح لأي كاتب أن يمس الثوابت الوطنية، وتوجهي كان واضحاً ومعلناً".
وعن تناقض مناداته بتغيير رؤساء التحرير قال: "هناك فرق بين تغيير سياسة سلعية أو تغيير إدارة، فالمؤسسة التي تعتمد على التوجه التجاري، لا أطالب بتغييرها، ولكن عندما أقوّم المحتوى العام قد نجد بعض المجموعات بعيدة عن الداخل السعودي بل أكثر شمولية، الإعلام الخاص والعام ردة فعل وليس بمستوى المملكة".
وعن الاهتمام الرسمي بالإعلام قال إن الدولة اهتمت بشتى التخصصات إلا الإعلام، إذ لا يوجد معاهد أو ابتعاث للتخصص. كذلك رفض "الغامدي" أن يقيّم الصحف السعودية بحسب أفضلها؛ إذ اعتبر أنه لا يجد خصوصية فالصحف لها مستويات مختلفة، باستثناء جريدة الحياة التي فيها خصوصية وشمولية.
وعن السؤال التقليدي للضيوف حول قيادة المرأة، وافق "الغامدي" على الموضوع لأنه وكما قال حق من حقوقها. وعن عدم انتقاله إلى قناة العرب، أوضح قينان الغامدي أن قناة العرب عرضت عليه تقديم برنامج يومي على شاشتها، لكنه رفض لعناء الانتقال إلى الرياض، فلو وافقوا على تصويره في جدة كان سيوافق.
وفي هجوم على بعض أساليب مسؤولي الصحف، قال: "هيئة الصحفيين في وضع غير جيد، وتحتاج لجهد وتطوير، وأرى أن يكون أعضاء مجلس إدارتها القادم من خارج رؤساء التحرير". وتابع الغامدي في الشأن نفسه: "رؤساء التحرير لا يملكون وقتا لهيئة الصحفيين السعوديين".
فيما أوضح "الغامدي" أن "الصحافة السعودية تمتعت بهامش جيد من الحرية في عهد الملك عبدالعزيز، وعلى الصحف نفسها أن ترفع سقف الحرية فيها". وأضاف أن بعض الصحف تستسلم لسطوة وزارة الإعلام، وهذا مسؤول عن خفض سقف الحريات.
وعن علاقته بالكتابة الشعرية قال الغامدي: "كانت لي محاولات شعرية في البدايات، لكن بعد أن استهوتني الصحافة هجرني شيطان الشعر". وعن اختلاف وجهات النظر في الأفكار قال: "الصدامات الفكرية غير مفيدة، أما الخلافات الفكرية فهي المفيدة، والنقاش في النور بين الأفكار المختلفة مفيد للبلد".
وفي فقرة السحور، استضاف علي العلياني اثنين من زملاء قينان الغامدي، هما سليمان العقيلي، وصالح عطية الغامدي، اللذين تحدثا عن جرأة قينان الغامدي وعن شخصيته.