على رغم الضائقة الاقتصادية غير المسبوقة واضطراب الأوضاع الأمنية التي يعيشها اليمن، قوبل العرض الثاني لمسرحية «كرت أحمر» الذي قدمته فرقة «خليج عدن» بحضور لافت، ما يؤشر إلى إمكان انتعاش المسرح التجاري في بلد يفتقر إلى خشبة مسرح حديثة. المسرحية التي أخرجها عمرو جمال، وعرضت على خشبة صالة «هريكن» في مدينة عدن الجنوبية أخيراً، توجه نقداً لاذعاً إلى ظواهر سلبية يفيض بها المجتمع. وهي تركز صراحة وغمزاً، على ما يقول جنوبيون إنه اختلالات تشهدها عدن منذ انتصار القوات الشمالية في الحرب الأهلية صيف عام 1994. وتضمن العرض الثاني مشاهد إضافية لظواهر مستجدة، مثل انتشار السلاح وإطلاق الأعيرة النارية في المدن اليمنية. وليس الأسلوب الكوميدي في النقد وحده ما يلفت انتباه من حضروا العرض، وإنما أيضاً ما تضمنته المسرحية من محاولات لطرق أساليب جديدة على ذائقة جمهور المسرح في اليمن، وهو جمهور لا يزال محدوداً. ومن الأساليب الجديدة توسل طرق التعبير الإيمائي الصامت المصحوب بالموسيقى. فالعرض الذي جاء على شكل لوحات منفصلة تعالج موضوعات مختلفة تنتهي بدخول فريق رياضي يرفع بطاقات حمراً، تضمن مشهداً اعتمد كلياً على الإيماء بواسطة حركة الجسد بدلاً من الكلام. وكانت فرقة «خليج عدن»، المكونة من طاقم غالبيته من الشباب غير الحاصل على أي تأهيل أكاديمي في مجال المسرح، حققت نجاحاً جماهيرياً لافتاً، ليس بسبب استقلاليتها عن المؤسسة الرسمية، بل لقدرتها على كسر القوالب التقليدية في المسرح وابتكار طرق مسرحية جديدة تبتعد كثيراً من الخطابية والإسهاب، لتتحدث بلغة شعبية جديدة هي أقرب إلى المجاز. هكذا، جاءت موضوعات معروفة، مثل أزمة الغاز المنزلي ووعود المرشحين وفساد القضاء والإدمان وانتشار البناء العشوائي، خفيفة وجديدة وكأنها تقال للمرة الأولى. المسرحية من بطولة عدنان الخضر ورائد طه وقاسم رشاد وسالي حماده وهشام الحمادي وعيدروس عبدون وفاطمة عبدالقوي. يذكر أن عدن شهدت أخيراً عروضاً فنية منوعة، منها اسكتش بعنوان «زنبقة في عدن» مأخوذ من عمل تلفزيوني، إضافة إلى حفلة غنائية موسيقية للمطرب اليمني الشاب فؤاد عبدالواحد الحائز لقب «نجم الخليج» العام الماضي.