قدمت فرقة «خليج عدن» مسرحية «عود ثقاب» التي تناقش مشكلة زواج القاصرات من كبار السن والعنف ضد المرأة. وهذه المرة الأولى التي تخرج فيها الفرقة عن قالب الكوميديا لتقدم عملاً تراجيدياً باللغة العربية الفصحى. وتتناول المسرحية التي عرضت ليوم واحد ضمن برنامج «الفنون من أجل حقوق الإنسان» الذي ترعاه مؤسسة «شركاء المستقبل للتنمية»، بالتعاون مع السفارة الهولندية في صنعاء، قهر الأنثى والتسلط الذكوري، خصوصاً داخل الأسر الفقيرة، ما يضاعف معاناة الإناث. فالزوجة (تؤدي الدور الممثلة فاطمة عبدالقوي) تعمل لتنفق على الأسرة، فيما الزوج (الممثل فؤاد هويدي) منصرف إلى عاداته في تعاطي القات. وحين تتفاقم ديونه يقترح عليه بائع القات (الممثل احمد عبدالله حسين) أن يزوجه ابنته القاصر في مقابل الدين المتوجب عليه، على رغم الفارق الكبير في السن بين الاثنين. تقوم المسرحية على تقنية ال «فلاش باك» عبر استرجاع الشخصية المحورية أمل (الممثلة سالي حمادة) لمعاناتها مع الزواج المبكر، ما يؤدي بها إلى الجنون والهرب من المنزل، لتنتهي المسرحية بإشعال أمل النار في نفسها. وجسدت شخصية أمل في سن مبكرة الطفلتان جميلة وعلا. المسرحية التي كتبها وأخرجها عمرو جمال تناقش قضية العنف ضد المرأة من دون جديد في طريقة المعالجة. والواقع أن فرقاً مسرحية يمنية كثيرة تضطر لتقديم أعمال فنية تتوخى التوعية تموّلها مؤسسات محلية وأجنبية، لمجرّد الاستمرار في ظل محدودية جمهور المسرح. وتثار تساؤلات حول جدوى هذه الأعمال التي تقدم لمرة واحدة، والتي غالباً ما يكون جمهورها من النشطاء والمثقفين والنخب، فيما يبقى الجمهور العادي المستهدف بالتوعية غائباً.