دوربان، ا ف ب، ارتفاع في درجات الحرارة وثلوج في القطب الشمالي وموجات حر... تبين المؤشرات جميعها "من دون أي لبس" أن احترار الكوكب مستمر بحسب أحدث المعطيات التي نشرتها الثلاثاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وقد أعلنت هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة على هامش المفاوضات المناخية في دوربان (جنوب إفريقيا) أن السنوات الثلاثة عشر الأشد حرا على الكوكب أتت جميعها خلال السنوات الخمسة عشر الأخيرة. ويعتبر معدل الحرارة خلال العقد الأخير (من 2002 إلى 2011) "الأعلى ب 0,46 درجة مئوية من المعدل السائد على المدى الطويل"، الأكثر ارتفاعا وهو يوازي المعدل الذي سجل خلال العقد الممتد من العام 2001 إلى العام 2010، بحسب ما جاء في هذا التقرير المؤقت. وبعد العام 2010 الذي حطم الرقم القياسي من حيث درجات الحرارة، يبدو أن العام 2011 لن يكون بهذه الشدة إلا أنه "العام العاشر الأشد حرارة على الصعيد العالمي"، منذ إطلاق الاحصاءات في العام 1850. وهو سيكون "على الأرجح" العام الاشد حرارة الذي يشهد ظاهرة "لا نينيا" الدورية المصحوبة بدرجات حرارة أدنى. ومن الأدلة الأخرى الجليد في القطب الشمالي الذي سجل ثاني أخف امتداد له من جهة وأصغر حجم على الإطلاق من جهة أخرى. وقال جيريميا لينغواسا الامين العام المساعد في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عند عرض هذه المعطيات الحديثة في مركز المؤتمرات في دوربان حيث يجتمع منذ الاثنين أكثر من 190 بلدا في إطار قمة الأممالمتحدة حول المناخ، إن "تحليلاتنا العلمية جديرة بالثقة وهي تدل من دون أي لبس على احترار المناخ العالمي". ويتم التأكيد على هذا الاتجاه من خلال النتائج الاولية لتقرير يتناول العقد الممتد من العام 2001 إلى العام 2010 سوف ينشر في آذار(مارس)، بحسب ما قال لينغواسا. وشرح أن "هذا العقد كان الاشد حرا في 95% من البلدان" التي خضعت للدراسة التي تناولت عينة من 80 بلدا، كما "سجلت ارقاما قياسية على الصعيد الوطني خلال هذا العقد في 40% من البلدان". وأشار إلى أن المزيد من المناطق يشهد درجات حرارة أكثر ارتفاعا". وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد أعلنت في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) أن نسب كثافة غازات الدفيئة المسببة للاحترار قد سجلت أرقاما قياسية جديدة في العام 2010، كما أن نسبة ثاني أكسيد الكاربون وهو غاز الدفيئة الرئيسي ارتفعت أيضا ما بين العامين 2009 و 2010. وقبل بضعة أيام توقعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيرالمناخ وهي المرجع في هذا المجال، ارتفاعا في وتيرة الأحداث المناخية القصوى (من قبيل الفيضانات وموجات الحر) وفي حدتها خلال العقود المقبلة نتيجة للاحترار. وما يميز العام 2011 بالنسة إلى المنظمة، ليس معدل الحرارة الذي سجلته بل نسبة الحرارة المرتفعة نسبيا التي شهدتها على الرغم من تأثير "ظاهرة +لا نينيا+ المناخية القوية التي ضربت المحيط الهادئ الإستوائي في الفصل الثاني من العام 2010 واستمرت حتى أيار(مايو) 2011". وقد أدت هذه الظاهرة المناخية "الأكثر حدة خلال السنوات الستين الأخيرة" وفقا للمنظمة، إلى موجة من الجفاف في غرب إفريقيا وجنوبالولاياتالمتحدة بالإضافة إلى فيضانات في إفريقيا الجنوبية وشرق أستراليا وجنوب آسيا. وقد ارتفعت درجات الحرارة بشكل خاص هذه السنة في روسيا أربع درجات مئوية مقارنة مع المعدل على المدى الطويل في بعض المناطق. كذلك شهدت الولاياتالمتحدة "سلسة من الأحداث الجوية القصوى من قبيل الجفاف والفيضانات أدت إلى خسائر اقتصادية تفوق قيمتها المليار دولار" بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.