الحديث عن توزيع مقاعد دوري أبطال آسيا لا يزال يدوي في القارة الصفراء، هناك من يعتقد بأنه ظلم ويستحق نصف مقعد آخر، وهناك من يعتقد بأنه أخذ حقه، لكن لا احد يقر بشجاعة بأنه اخذ اكثر من حقه او ان هناك من لم ياخذ حقه بالأساس! من خلال التوزيع، يبدو ان «القائمين الجدد»على الاتحاد الآسيوي فكروا في توزيع المقاعد بحسب الموقع الجغرافي للدول على حساب عوامل عدة، ولم يفكروا بأهمية مشاركة بقية الدول في أقوى دوري في آسيا، ولم يفكروا في جذب الدول «الهاوية» الى منطقة «الاحتراف»! لا ادري لماذا لا يعطى الضعيف فرصة ليصبح قوياً؟ هل يسعى «القائمون الجدد» الى تطوير الكرة الآسيوية ام الى مرضاة الدول الكبيرة؟ لا اتحدث عن نصف مقعد ذهب هنا او اخذ من هناك، فهذا بالامكان تعويضه من خلال اثبات قدرات اندية البلد بأنها تستحق افضل من نصف مقعد، لكن لماذا لم تمنح الكويت والاردن وفيتنام وسنغافورا فرصة اللعب في تصفيات دوري ابطال آسيا؟ نصف مقعد.. يا أخي ربع مقعد كالذي حصل عليه السد القطري واصبح من خلاله بطلاً للقارة الآسيوية؟ الآن حتى انصاص وارباع المقاعد في آسيا أخذها الاقوياء ولم يمنح الضعفاء فرصة اثبات قدراتهم حتى لو استمرت البطولة لسنوات، فهذا المبدأ مستمر في اوروبا منذ انطلاق بطولتها الحديثة 1992 والتي يطلق عليها دائماً «دوري الابطال» وتصنف بانها اقوى بطولة للاندية في العالم، فمن يتابعها يجد ان مبدأ تكافأ الفرص موجود، كذلك اتاحت الفرصة للفرق الصغيرة للاحتكاك والمشاركة مع كبار اوروبا، لعل فريق ابويل نيقوسيا القبرصي ابرز مثال على العمل الاوروبي الناجح، فهذا الفريق الذي بدأ من انصاص المقاعد حتى وصل الى دور المجموعات، اثبت بأنه جدير بالثقة الممنوحة من الاتحاد الاوروبي، هذا الفريق اصبح أول فريق قبرصي يبلغ الدور الستة عشر من دوري أبطال اوروبا، بل اصبح مفاجأة البطولة بأنه الوحيد الذي لم يخسر في مجموعته. على الاقل في النسخ التسع الماضية من دوري ابطال اسيا، كانت هناك فرص للفريق الضعيفة التي نستهزأ بها ولا نرى لها اهمية على سطح الكرة الارضية، لكن ذلك زمان... زمان ابن همام. حتى عندما تمت الموافقة على التوزيع الجديد للمقاعد تحاشى «القائمون الجدد» الاعلان عنه، خشية من رد الفعل الذي قد يوثر عليهم وعلى قراراتهم، لعلها المرة الاولى التي يظهر فيها الاتحاد الاسيوي ضعيفاً بعد 10 سنوات من القوة والحزم تحت قيادة القطري محمد بن همام. كراسي آسيا المتحركة تبشرنا بزمان يأخذ القوي كل شيء وبأي طريقة بعيداً عن الرؤية الآسيوية والنظام الاحترافي...زمان الغاب...الله يعيد زمانك يا ابن همام. [email protected]