صادقت المحكمة العامة في محافظة جدة أمس (السبت) رسمياً على اعترافات أربع من الطالبات المتهمات في التسبب في حريق مجمع مدارس براعم الوطن الذي أدى إلى وفاة معلمتين وإصابة 56 طالبة ومعلمة الأسبوع الماضي، فيما لم تحضر المتهمة الخامسة الأمر الذي تتجه فيه المحكمة إلى استدعائها من طريق الشرطة تمهيداً لتصديق أقوالها. واكتفى قاضي المحكمة مصعب العسكري بالمصادقة على اعترافات الطالبات الأربع، وأحيلت القضية إلى هيئة التحقيق والإدعاء العام -حسب تصريح القاضي- لتكييفها ومعرفة دور كل واحدة منهن. وأكدت مصادر مطلعة ل»الحياة» أن مجريات التحقيق قد تستوجب متهمين آخرين في القضية. وأوضح رئيس المحكمة إبراهيم القني ل «الحياة» أنه تمت المصادقة شرعاً وبصفة نهائية على اعترافات المتورطات في حضور أولياء أمورهن وجرى الانتهاء من التصديق على جميع أقوالهن التي تضمنت عدداً من المعلومات. بدورها، باشرت هيئة التحقيق والادعاء العام في المحافظة يوم أمس التحقيق في ملف القضية بعد تصديق اعترافات الطالبات المتهمات، إذ بدأ المحققون في الاستماع إلى الإفادات منهن، إضافة إلى مناقشة الأدلة والقرائن التي أعدتها الجهات المختصة بذلك. وكشف مصدر ل «الحياة» أن المحققين بدأوا في تقصي ملف القضية من جميع الجوانب، إضافة إلى الاستماع لأقوال الطالبات واعترافاتهن، وجمع القرائن قبل توجيه الاتهام لهن رسمياً من جانب المدعي العام وتحويلها إلى المحكمة الشرعية للنظر في جرمهن. وجاءت هذه التطورات بعد انتداب أحد القضاة في محكمة جدة العامة إلى مقر المدرسة المحترقة «براعم الوطن» لتصديق اعترافات المتسببات في الحادثة مبدئياً، إذ مثلن أمس أمامه ووثقت اعترافاتهن وضبطت في سجلات المحكمة. وتواصل اللجنة أعمالها لاستكمال ما تبقى من إجراءات للرفع بالنتائج النهائية للجهات المختصة، إذ أكدت الأولية منها أن الحادثة ناتجة من فعل فاعل، وكشف التحقيق ضلوع بعض الطالبات في إشعال النيران في قبو المدرسة. وسبق أن كشف المدير العام للدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله الجداوي ل «الحياة» أن التحقيقات في ملابسات حريق مجمع مدرسة «براعم الوطن» أسفرت عن تورط خمس طالبات من الصف الثالث المتوسط في اندلاع الحريق، وقال إنهن قمن بإشعال النار لإجراء تجربة يختبرن فيها نظام الإنذار ضد الحريق في المدرسة في الدور السفلي (البدروم) من دون وجود معلمات، وتم التحقيق مع أربع طالبات بحضور أولياء أمورهن والمصادقة على أقوالهن فيما تبقت طالبة واحدة سيتم التحقيق معها لاحقاً. وكانت إدارة الدفاع المدني في المحافظة أصدرت بياناً حول أسباب الحريق، أوضحت فيه أن اللجنة التي وجه بها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، المشكَّلة برئاسة الدفاع المدني وعضوية الأدلة الجنائية في شرطة جدة والمباحث العامة وإدارة التربية والتعليم، التي بدأت تحقيقاتها في الحادثة فور صدور التوجيه بغية التوصل إلى الأسباب الحقيقية وراء حدوثها، تبين لها أن الفترة بين وقوعها وبدايتها سبقت البلاغ الذي تلقته غرفة عمليات الدفاع المدني بفترة غير قصيرة، مشيرة إلى أن اللجنة استندت في نتائج تحقيقاتها إلى شدة اللفحات الحرارية الصادرة عن الحريق وكثافة الترسبات الكربونية المكونة في كافة مرافق المبنى المدرسي من الداخل والذي نتج منه وفاة المعلمتين وحدوث عدد كبير من الإصابات. يذكر أن حادثة الحريق الذي نشب في مجمع مدارس براعم الوطن الأسبوع الماضي في جدة، أدت إلى حال من الهلع والخوف بين صفوف الطلاب والطالبات في عدد من المدارس في المحافظة الساحلية، إضافة إلى إجراءات تفتيشية وتدريبية في جميع مدارس المملكة.