قاد تضارب الأقوال وتتبع ملفات الطالبات إلى كشف غموض حادثة الحريق بعد أن نجح خبراء التحقيق في إدارة الدفاع المدني في التوصل إلى بعض المتناقضات في أقوال وإفادات الطالبات. «عكاظ» تابعت التحقيقات ونجحت في كشف خبايا الحادثة بعد أن عمد رجال الدفاع المدني إلى رصد بعض الحوادث السابقة التي وقعت في المدرسة وما إذا كانت هناك مشاغبات للطالبات اشتهرن بها وهو ما حصر الشبهات بعد أن أكدت إدارة المدرسة أنه تم في فترات سابقة تسجيل حوادث إيقاد ألعاب نارية بسيطة وفردية من بعض الطالبات في فناء المدرسة ليرد اسم بعضهن. وعمدت التحقيقات إلى الاستماع إلى إفادات بعض المعلمات لمعرفة الطالبات اللاتي سجلن تأخرا في الدخول إلى الصف وقت اشتعال الحريق لتتطابق الأقوال والإفادات وتنحصر في عدد منهن وقت حصة القرآن الكريم، لذا تم التحقيق معهن بشكل فردي عن طريق استدعائهن مع أولياء أمورهن، ولاحظ فريق التحقيق تضارب أقوالهن، إضافة لارتباك بدا على وجوههن، وعليه تم توثيق الإفادات وبمواجهتهن اعترفن. وأفادت التحقيقات أن إحداهن أحضرت أعواد ثقاب وعند الحصة السابعة نزلن إلى «البدروم» وقادهن الفضول إلى محاولة إجراء تجربة فرضية يكتشفن من خلالها عمل جرس الإنذار، وحين قرع الجرس ولين هاربات بعد أن أشعلن النار. واعترفت الطالبات أنهن أحرقن بشكل عبثي مجموعة من الأوراق وهي عبارة عن كومة من أوراق الصحف والجرائد في قبو المدرسة، بغية إشعال جرس إنذار الحريق للمدرسة. وأوضح البيان أن الحريق الذي أشعلته الطالبات انتشر وانتقل إلى أجزاء أخرى في القبو وخرج عن سيطرتهن، مما تسبب في ذعرهن فقررن الهرب دون إبلاغ أي أحد من إدارة المدرسة، وأدى هذا التصرف أخيرا إلى اشتعال الحريق في كل مبنى المدرسة. وكانت جهات التحقيق لجوانب إنسانية ومراعاة لسن الطالبات المنفذات للحريق تمت مخاطبة الجهات المعنية حيال المصادقة على اعترافات الطالبات داخل المدرسة وهو ما تم بشأنه بعد أن جرى إيفاد أحد القضاة، والذي صادق على اعترافاتهن في فناء المدرسة، كشف غموض الحادثة وقلب نتائج التحقيق كانت أحداثه دراماتيكية ولم يتوقع ذلك أقرب العارفين ببواطن التحقيقات بعد أن نفى المحققون وجود شبهات في الحادثة لعدم العثور على مواد بترولية إلا أن المحققين صباح الأربعاء جمعوا كافة الحقائق والأقوال التي قادتهم إلى قلب النتائج وإعلانها في مؤتمر صحافي ترأسه مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي الذي أبان أنه ثبت للجنة التي شكلت برئاسة الدفاع المدني وعضوية كل من شرطة جدة والمباحث العامة وإدارة التربية والتعليم أن حادث مدرسة البراعم كان مفتعلا نتيجة إشعال بعض طالبات المدرسة حريقا في قبو المدرسة مما نتج عنة وفاة معلمتين وإصابة 56 حالة، غادر بعضها المستشفى ومازال هناك عدد منها تحت العلاج والملاحظة، وأشار جداوي في بيانه أنه بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة القاضية بسرعة تشكيل لجنة برئاسة الدفاع المدني وشرطة محافظة جدة والمباحث العامة وإدارة التربية والتعليم فقد باشرت اللجنة أعمالها في مقر المدرسة فور صدور التوجية الكريم من سموه، وقامت بالتحقيق مع كافة الأطراف وجمع المعلومات اللازمة بغية الوصول للسبب الحقيقي للحادث الذي كانت كل دلائله وحيثياته تشير إلى أن وقت وقوعه وبدايته قد سبق إبلاغ الدفاع المدني عنه بفترة زمنية غير قصيرة، وذلك استنادا إلى شدة اللفحات الحرارية الصادرة عنه وكثافة الترسبات الكربونية المكونة على كافة أجزاء المبنى من الداخل مما ترتب عليه حدوث حالتي وفاة وإصابات كبيرة، وقد دونت اللجنة كافة الإقرارات والاعترافات في سجل التحقيق بحضور أعضاء اللجنة ومنسوبات المدرسة وأولياء أمور الطالبات المعنيات، وتم تصديق تلك الإقرارات شرعا من قبل المحكمة العامة في جدة البارحة في موقع الحدث وهذا ومازالت اللجنة في حالة انعقاد لاستكمال ما بقي من إجراءات تحقيقية وخلافه للرفع بالنتائج النهائية للجهات المسؤولة، ودعا جداوي للمتوفيات بالرحمة والمغفرة، والشفاء العاجل للمصابات المتبقيات في المستشفى.