أكد مسؤولون في مدن الفرات الأوسط (بابل، والنجف، وكربلاء، والديوانية) رفضهم فكرة انشاء اقاليم باعتبارها «تقود الى تقسيم البلاد». وقال عضو مجلس محافظة بابل عن «دولة القانون» حامد الملا ان «غالبية اعضاء المجلس يرفضون اعلان المحافظة اقليماً او الانضمام الى اقليم». وأضاف في تصريح الى «الحياة» ان «المحافظة تعاني مشكلات اقتصادية ومالية». وشدد على ان «الأصوات المطالبة بإعلان محافظة بابل اقليماً قليلة، فيما ترى الغالبية ان الاقليم انتحار سياسي». وزاد «اتصلنا بالمحافظات القريبة وتبين انها ترفض فكرة انشاء الاقاليم في الوقت الحاضر». إلى ذلك، رفض محافظ الديوانية سالم حسين انشاء اقليم خاص وقال حسين في اتصال مع «الحياة»: «نحن في الديوانية ومن خلال لقاءاتنا ومشاوراتنا مع المواطنين ورؤساء العشائر واعضاء مجلس المحافظة وجدنا ان الكل يرفض بشكل قاطع فكرة انشاء اقليم خاص». وأضاف «نعتقد ان الاقاليم تزيد اطماع دول الجوار وتجر الى تقسيم البلاد. ادعو مجالس المحافظات إلى الاصرار على زيادة صلاحياتها وتعديل قوانين الوزرات بدلاً من التوجه الى الاقاليم». وفي النجف وكربلاء لاقت فكرة تشكيل الاقاليم معارضة قوية من رجال الدين والمراجع وشيوخ العشائر. ورأى المرجع الديني المرشد الروحي لحزب الفضيلة الاسلامة الشيخ محمد اليعقوبي ان «الحل بدل الاقاليم يكمن في منح صلاحيات واسعة للمحافظات لتخطط لنفسها المشاريع التي تقدّر أولويتها والحاجة إليها، وكل ذلك مثبت في بياناتنا وخطبنا». وأضاف اليعقوبي في بيان «لكن التخبط وسوء التخطيط وافتقاد الرؤية الصحيحة الدقيقة وغلبة المصالح الخاصة وعدم الاستماع إلى النصيحة وانعدام روح المواطنة كانت هي السائدة في المرحلة السابقة وأفرزت وضعاً مزرياً يصعب إصلاحه كلما امتد الزمن، وبدأ البعض يصحو من غروره وهوسه بالسلطة وجمع الغنائم». وأوضح: «اننا نقدِّر المعاناة التي حلَّت بالمحافظات وعدم تحقيق انجازات تذكر لإخواننا، لكن الحل ليس في ابتعاد العراقيين عن بعضهم وانفراد كل منهم بأموره، ولا بد أن يكون الحل مناسباً للمشكلة، ويمكن أن تُحلَّ هذه المشاكل بتوسيع صلاحيات الحكومات المحلية ووجود حوار بنّاء ومشاورات لاتخاذ القرارات». وكان الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، الوكيل الشرعي للمرجع الديني آية الله علي السيستاني قال: «إن مشروع التقسيم لا يصب في مصلحة العراق». وطالب «بتقسيم عادل للثروة بين جميع ابناء الشعب بدلاً من انشاء اقاليم»، مؤكداً ان «المرجعية الدينية في النجف لا تدعم مشاريع لتقسيم البلاد». ولمح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى القبول بتشكيل الاقاليم بعد 2011 اذا لم تكن طائفية. وقال الصدر في رده على سؤال لاحد اتباعه عن لقاء رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي وجهاء عشائر من محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى وديالى لمناقشة اقليم محافظة صلاح الدين: «لست أستطيع تقديم شيء ما دام النفس الطائفي بينكم. لكنني أبقى رافضاً للفيديرالية الطائفية في حال وجود الإحتلال وبعد خروجه يمكن ذلك ان لم تكن على معنى طائفي أو عدواني ومع بقاء المركزية». وكان اعضاء مجلس محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) صوتوا الشهر الماضي خلال جلسة استثنائية على إعلان المحافظة إقليماً، فيما قدمت محافظة البصرة طلباً مشابهاً.