احتشد آلاف من اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين الأردنيين قرب الحدود الأردنية - الفلسطينية في منطقة السويمة على شاطئ البحر الميت في مسيرة في ذكرى تقسيم فلسطين أطلقتها اللجنة الشعبية الأردنية للتأكيد على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم. وأطلق المنظمون على المسيرة مسمى «مسيرة القدس المليونية» لتكون متزامنة مع فعاليات شعبية أخرى انطلقت في بلدان عربية وإسلامية. ومنذ الصباح الباكر، انطلقت عشرات الباصات التي خصصتها الهيئة الشعبية الأردنية مجاناً للمشاركين من محافظات المملكة، لتبدأ الفعالية بمشاركة نحو 6 آلاف شخص أدوا صلاة الجمعة واستمعوا إلى الخطبة التي ألقاها القيادي في الحركة الإسلامية إبراهيم زيد الكيلاني، وتبعها مهرجان خطابي ألقى فيه الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور كلمة أكد فيها أن المعركة القادمة لتحرير القدس سيكون جندها «من خيرة بلاد الشام»، موجهاً رسالة إلى الحكام العرب قال فيها: «كفاكم! تحولوا إلى الشعوب، فإما أن تدخلوا التاريخ، وإما لكم الخزي والعار». ورفع المشاركون لافتات تقول: «على القدس رايحين شهداء بالملايين»، و«أنا أردني، والقدس مسؤوليتي»، و«الشعب يريد تحرير فلسطين»، و«لن نيأس عن حقنا في العودة». وحضر مدير الأمن العام الفريق الركن حسين المجالي إلى المنطقة قبيل بدء المهرجان، مؤكداً أن الدعوة إلى حق العودة وعودة القدس فعالية تشارك الدولة فيها أيضاً لأن قضية القدس من أولوياتها. وكانت الهيئة الشعبية الأردنية أكدت التزامها والمشاركين بسلمية المسيرة التي نظمت ضمن اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين الذي يصادف 29 الشهر الجاري، ويوافق ذكرى قرار تقسيم فلسطين عام 1947. وكان «ملتقى القدس الثقافي» في عمان اطلق حملة إعلامية تحت شعار «الأقصى مسؤوليتي» بهدف وضع القدس والمسجد الأقصى في دائرة الاهتمام الشعبي والتصدّي إلى تهديدات الكيان الصهيوني بهدم تلة المغاربة. وفيما ركزت الحركة الإسلامية على هذه المسيرة، انشغلت الحركات الشبابية بتسيير مسيرات في عمان والمحافظات للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد. ففي عمان، انطلقت مسيرة الجمعة الأسبوعية عقب صلاة الظهر من أمام المسجد الحسيني وسط عمان تحت شعار «جمعة استرداد المال العام» الذي توافقت عليه الحراكات الشبابية والشعبية التي دعت إلى المسيرة من دون مشاركة الأحزاب والحركة الإسلامية. وفي الطفيلة جنوباً، انطلقت مسيرة احتجاجية من أمام مسجد الطفيلة الكبير باتجاه دار المحافظة حرق فيها العلم الإسرائيلي تنديداً بمعاهدة وادي عربة، إضافة إلى هتافات طالبت بحكومة إنقاذ وطني تشارك فيها الأطياف السياسية كافة والاستعجال في الإصلاح ومكافحة الفساد. وفي الكرك، نفذ الحراك الشبابي والشعبي اعتصاماً عقب صلاة الجمعة أمام المسجد العمري، مرددين هتافات تندد بالمماطلة الحكومية في اجتثات الفساد ومحاسبة المفسدين. وأكد المشاركون التفافهم حول المشروع النهضوي الذي يهدف إلى الارتقاء بالأردن وتحسين ظروف المواطنين المعاشية وتجفيف منابع الفساد وإعادة النظر في المؤسسات التي تمت خصخصتها. ووزع المنظمون بياناً تحدث عن عمليات النهب والسلب المنظمة التي تعرض لها المال العام حتى طاول ذلك مواقع كانت ولا تزال خطاً أحمر لا يمكن بيعه، مضيفاً انه في ظل السياسات الرسمية الخاطئة أصبح الوطن مباحاً للبيع والشراء. وقال البيان إن الإصلاح الحقيقي المطلوب يتطلب معالجة جذرية للفساد ومحاكمة الفاسدين وكل من ساهم في سرقة المال العام وتدمير القطاع العام. وفي السلط، نظم حراك السلط والبلقاء عقب صلاة الجمعة وقفة احتجاجية تحت مسمى «جمعة استرداد المال العام والقطاع العام» شارك فيها العشرات أمام المركز الثقافي وسط المدينة، مطالبين بتسريع وتيرة الإصلاح وأن لا تكون وعود الحكومة التفافاً على مطالب الشارع ومماطلة وتسويفاً كما فعلت سابقاتها. ونبهوا إلى ضرورة إعادة أموال وأراضي الدولة واسترداد مؤسسات القطاع العام ومحاسبة الفاسدين. وهتف المشاركون: «بالروح نفديك يا فلسطين»، و«لكتب على المسدس حق العودة المقدس»، قبل أن ينتقلوا إلى منطقة السويمة للمشاركة في مسيرة مليونية القدس. وفي لواء سحاب جنوب عمان، أقامت حركة شباب سحاب للإصلاح بعد صلاة الجمعة مسيرة انطلقت من مسجد سحاب الكبير باتجاه باب السوق وبمشاركة بعض الوجهاء. وطالب المشاركون في مسيرة جمعة المال العام بمكافحة الفساد والمفسدين.