في ظل تفاؤل عربي لا يخلو من المبالغة، بات شائعاً أن ينظر إلى النشاط السياسي في الفضاء الافتراضي باهتمام فائق، يصل أحياناً إلى حدّ المبالغة في إمحاء الفارق بين الفعلي والافتراضي. هل الأمر كذلك حقاً؟ الأرجح أنه يجدر التأني قبل الإجابة عن هذا السؤال. ومثلاً، استضاف لبنان، قبل فترة غير بعيدة، حلقة خاصة من «الدورة الإقليمية الخاصة بالصحافيين والمُدوّنين العرب في مجال حقوق الإنسان». في إطار هذا التدريب، أعطي المشاركون عشر وصايا تشكّل خلاصات أساسية تساعدهم على إطلاق حملات الدفاع عن الحريات على الشبكة العنكبوتية بكفاءة، وتعينهم على تجنّب الأخطاء الأساسية التي يتكرّر وقوعها غالباً، في سياق تلك الحملات. ربما ليس خلواً من الدلالة أن أولى النصائح تتركز حول ضرورة التأكد من العلاقة بين الافتراضي والفعلي، قبل الشروع في الحملات الإلكترونية. وفي ما يأتي الوصايا العشر التي خلص إليها ذلك التدريب: 1- تحقّق من المجموعات المؤيّدة. دَع أنصارك يشكّلون مجموعات أو يقيمون مناسبات تتعلق بحملتك. اتّصل بمنظّمي هذه المجموعات. 2- تأكّد من توافر الوقت لديك. تحتاج الصفحات الإلكترونية على المواقع والمُدوّنات إلى تحديث دائم، وهو أمر يستلزم وقتاً طويلاً. ويجب تخصيص وقت كاف للرد على زوار البلوغ أو الموقع. 3- أعدد صفحة إلكترونية للمؤيدين. اجمع المضمون الجذّاب من الإنترنت (أشرطة فيديو، مقالات، قصص)، واستخدمه لإعداد صفحة لمؤيدي حملتك. 4- تجنّب إغراق الناس بالرسائل الإلكترونية، فلا ترسلها إلا إذا كان لديك جديد فعلياً. لتكن رسائلك قصيرة ومُركّزة. 5- روّج لحملتك خارج شبكة الإنترنت، فذلك أمر له أهمية قصوى. 6- لا تعمل على التشابه القوي مع شركات الأعمال، ببساطة لأن عملك الإلكتروني يختلف عن عملها. ما يصلح لمواقع الشركات ليس بالضرورة ينطبق على المواقع والمُدوّنات ذات التوجّه الاجتماعي. 7- كن مستجيباً واستفزازياً. عليك الاستجابة بسرعة للمستجدات. اختر المواقف الأكثر استفزازية وليس الأشد ضماناً. 8- جرّب الإعلانات الاجتماعية على الإنترنت، خصوصاً على مواقع مثل «فايسبوك». 9- تشارك بالرأي مع أصدقائك وزملائك من المنخرطين في الحملة الإلكترونية التي تتابعها. 10- واكب التغيير. لاحظ أن مواقع الشبكات الاجتماعية في حال تغيير دائم. عليك الاطلاع على مستجداتها، إضافة إلى متابعة المُدوّنات الإلكترونية على الإنترنت.