عقد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي أمس جلسة محادثات مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الذي وصل إلى القاهرة أول من أمس. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة»، إن المحادثات تناولت المستجدات في الأراضي الفلسطينية في ظل استمرار الاستيطان والتصعيد، والاتصالات التي تجريها اللجنة الرباعية والولايات المتحدة بما يخص عملية السلام، وكذلك الجهود المبذولة لإنجاز اتفاق المصالحة وتطبيقه برعاية مصرية، ومساعي مصر الجادة لطيّ صفحة الانقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية. وقال مفوض العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد عقب اللقاء، إن المحادثات جرت في إطار استمرار المشاورات بين القيادتين الفلسطينية والمصرية، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوضع الفلسطيني وفي إطار ما سبق وأبلغ به الرئيس «أبو مازن» لجنة مبادرة السلام العربية بأنه سيستمر بالتشاور الثنائي مع الأشقاء العرب ممن هم على تماس مباشر في العملية السياسية، لافتاً إلى أن اللقاء تم بحضور وزير خارجية محمد عمرو ورئيس الاستخبارات الوزير مراد موافي. وأوضح أن عباس أطلعهم على آخر الاتصالات، سواء مع مبعوثي الإدارة الأميركية أو اللجنة الرباعية الدولية أو الاتحاد الأوروبي، والجهود المبذولة لتذليل العقبات التي برزت في إحياء المفاوضات، والموقف السلبي الذي اتخذه بعض أطراف اللجنة الرباعية باتجاه طلب العضوية لفلسطين في مجلس الأمن، وبعد نجاح فلسطين في الحصول على العضوية في منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو). وقال الأحمد إن اللقاء تناول الاحتمالات المستقبلية، خصوصاً في ضوء ما حددته اللجنة الرباعية عندما أعطت موعداً حتى 26 كانون الثاني (يناير) من العام المقبل للقيام بجهودها بما يخص عملية السلام في ضوء البيان الذي أصدرته في 23 من أيلول (سبتمبر) الماضي، لافتاً إلى أن عباس أطلع القياده المصرية على الإجراءات التي اتُّخذت ضد السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، وفي مقدمها قرار الكونغرس تجميد المساعدات المقدمة للسلطة. ونقل الأحمد عن الرئيس الفلسطيني قوله: «إن الموقف الفلسطيني ثابت ويقوم على أساس إما أن نتلقى المساعدات من دون قيد أو شرط، أو لا داعي لها، لأننا لا يمكن أن نفرط بحقوقنا في مقابل الحصول على هذه المساعدات». وأشار إلى أن عباس عبّر عن أمله في أن يوفر الأشقاء العرب شبكة أمان لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية من خلال تقديم الدعم المالي، بما يدعم مجابهة العقوبات التي تفرض على الشعب الفلسطيني وقيادته. وشدد على أهميه الدعم العربي، وقال إنه «مطلوب حالياً وملحّ... خصوصاً بعد استمرار إسرائيل في حجز أموال الضرائب الفلسطينية»، مضيفاً ان الرئيس أعاد التأكيد على استعداده العودة للمفاوضات بعد توفير أسس نجاحها، وفي مقدمة ذلك التزام إسرائيل الوقف التام للاستيطان، والاعتراف بمبدأ حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، وما جاء في خطة «خريطة الطريق» وقرارات الرباعية الدولية، وقرارات الشرعية الدولية. وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية في ضوء اللقاء المرتقب بين عباس ومشعل، قال إن طنطاوي أكد دعمه جهود المصالحة، موضحاً أن مصر ستستمر في توفير الأجواء الإيجابية التي من شأنها تعزيز وحدة الصف الفلسطيني، وأن الرئيس من جانبه أكد على أن جهود المصالحة بالنسبة اليه قضية استراتيجية لأنها تعزز الصمود الفلسطيني والقدرة على مجابهة التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، الذي يرافق عباس في زيارته للقاهرة، إن الرئيس يبذل كل جهد ممكن لتطبيق اتفاق المصالحة الموقّع في الخامس من حزيران (يونيو) الماضي. وأضاف: «الرئيس يؤكد في كل لقاءاته بأنه لا مصلحة لدينا أعلى من المصالحة الوطنية، وبصراحة تامة نحن كفلسطينيين إن لم نساعد أنفسنا لن يساعدنا أحد». وعن الخطوة المقبلة في ضوء الصعوبات التي تواجه الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي، أجاب عريقات: «شهد مجلس الأمن في تاريخه 59 حالة فيتو في قرارات العضوية، وهناك دول قدمت 7 مرات طلباً للاعتراف بها عضواً كامل العضوية في الأممالمتحدة، والآن ندرس إذا لم نحصل على الأصوات المطلوبة، ان كنا سنذهب إلى الجمعية العامة فوراً، أم نقدم طلباً لمجلس الأمن مرة تلو الأخرى حتى نحصل على العضوية الكاملة». وقال: «المسائل حساسة، وندرسها بعناية تامة مع فرق قانونية من دول العالم بالتعاون مع الجامعة العربية ولجنة مبادرة السلام العربية، وخيار التوجه الى الجمعية العامة خيار يدرس بقوة، ومجلس الأمن يجب أن نبقى به، لأنه لا عضوية كاملة للدول في الأممالمتحدة إلا من خلال هذا المجلس».