إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي، رويترز – أجبرت الحكومة الباكستانية سفيرها لدى واشنطن حسين حقاني على الاستقالة، بعد كشف مضمون مذكرة سرية كتبها طالبت دعم الولاياتالمتحدة لمواجهة المؤسسة العسكرية في بلاده. وعينت الحكومة بدلاً منه، في محاولة لتهدئة الازمة، وزيرة الاعلام السابقة الصحافية شيري رحمن المقربة من الرئيس آصف علي زرداري. وتضمنت المذكرة دعوة حقاني الذي عاد الى باكستان لمحاولة شرح موقفه، رئيس الاركان السابق للجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن الى منع حصول انقلاب عسكري في باكستان، في مقابل ادخال تعديلات شاملة على القيادة الأمنية الباكستانية بعد قتل القوات الأميركية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن داخل البلاد في الثاني من ايار (مايو) الماضي. واعتبر السفير السابق مقرباً ايضاً من الرئيس زرداري، فيما ترتاب المؤسسة العسكرية النافذة من قربه «اكثر من اللازم» من الأميركيين الذين ساءت العلاقات معهم بعد مقتل بن لادن. وتوقع محلل سياسي باكستاني ان تستغل المعارضة الأزمة للدعوة الى انتخابات مبكرة والضغط على الحكومة في ظل التساؤلات التي اثارتها حول مدى احتمال انخراط زرداري في ارسال هذه المذكرة الى الأميركيين. وكان رجل اعمال اميركي باكستاني الأصل قال سابقاً ان «ديبلوماسياً باكستانياً بارزاً» اتصل به بعد وقت قصير من مقتل بن لادن ليحضه على بعث رسالة من زرداري الى البيت الابيض. وتردد ان زرداري خشي عودة الجيش للاستيلاء على السلطة، بينما تردد ان السياسيين حاولوا استغلال مقتل بن لادن في عملية اميركية داخل باكستان وقرب احد اكبر الاكاديميات العسكرية لتحجيم الجيش النافذ القوى وتعزيز المؤسسات المدنية. وأشارت تسريبات الى ان المذكرة عرضت تسليم باقي قادة «القاعدة» في باكستان، وإلغاء «الوحدة إس» من الاستخبارات الباكستانية المسؤولة عن الابقاء على العلاقات مع «طالبان»، ودعوة الولاياتالمتحدة لمراقبة الترسانة النووية الباكستانية. يذكر ان حقاني احد المطالبين بشدة بتعزيز السلطة المدنية في بلاده، وينظر له الجيش بعين الارتياب منذ ان ألف كتاباً عام 2005 بعنوان: «باكستان بين المسجد والجيش» رصد فيه صلات المؤسسة العسكرية بالمتشددين الاسلاميين. وكتب في بيان استقالته: «خدمت باكستان سفيراً لمدة 3 سنوات، وأطالب اليوم القيادة بقبول استقالتي بعد هذه القضية. وأنا جاهز لمواجهة أي تحقيق، وسأواصل الاضطلاع بدوري في مواجهة التعصب والتحيز في السياسة». هجوم على صعيد آخر، هاجم مسلحون بالصواريخ والقنابل مركزاً للشرطة في منطقة دربان كالان غرب منطقة ديرا اسماعيل خان القبلية (شمال غرب) التي تشهد اعمال عنف طائفية، ما اسفر عن مقتل شرطيين وجرح سبعة آخرين. وقال سهيل عبدالخالق الضابط في الشرطة بالمنطقة إن «عدداً يتراوح بين 10 و12 مسلحاً اتوا مستقلين مركبات، ثم اطلقوا صواريخ وألقوا قنابل على المركز قبل ان يفروا في المركبات ذاتها التي اتوا بها لدى تصدي الشرطة لهم». ونقل الجرحى إلى المستشفى، فيما فرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول المكان وأطلقت عملية بحث عن المنفذين. وأعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم، نافية في الوقت ذاته اجراءها محادثات سلام مع الحكومة، وقال الناطق باسمها احسان الله احسان: «نتبنى الهجوم. نحن لا نتحدث الى الحكومة ولن ننخرط في اي حوار معها، انها رسالة واضحة الى اولئك الذين يظنون اننا نتفاوض». ويواصل المسلحون المتشددون منذ تموز (يوليو) 2007 تنفيذ تفجيرات وشن هجمات في انحاء باكستان اسفرت حتى الآن عن سقوط اكثر من 4700 قتيل.