لا أعلم كم من الوقت يحتاجه «البت» في الطلب العاجل الخاص بسرعة إيواء فتاتين وأخيهما، الذين تعرضوا لعنف أسري بعد سجن والدهم وزواج والدتهم، وبعد طرد عمهم لهم في الشارع على رغم أنه الولي الشرعي عليهم؟ كم من الوقت ستستغرق الموافقة النهائية؟ وكيف يبقى الأطفال في الشارع حتى يتم إيواؤهم وحمايتهم وحماية أعراضهم وتوفير مكان يقيهم مذلة سؤال الناس ويحميهم من الابتزاز؟ السؤال الأهم الولاية في الشرع هي القيام على رعاية وخدمة القصر، «كيف» تمكّن العم من طردهم في الشارع؟ وكيف لم يحاسب جراء صنيعه غير المسؤول وهو يترك صبايا في عمر الزهور فريسة لمخاطر شتى؟ فالخبر الذي قرأته في الصحف لم يأت حتى بتوقيفه لمحاسبته وسحب الولاية منه. الموضوع الآخر الذي أصابني في مقتل والذي أصبح بمثابة الشبح الذي «يفرمل» كل محبي الخير وكل من في قلبه شهامة والمرتكز على الجزء الثاني من الخبر، وهو أن أحد الجيران القدامى تعرف عليهما وأخذهما بمعية «أخيهما» للسكن مع عائلته، والذي كان جزاؤه عوضاً عن شكر صنيعه وحمايته لهؤلاء الأطفال من الشارع ومخاطره «قضية في المحكمة إثر تهمة الاختلاء غير الشرعي» كما ذكر الخبر، والذي صاحبه تفضيل المتحدث الرسمي للهيئة في مكة عدم التعليق على الموضوع لحين البت في القضية! السؤال لماذا لم تتحرك الهيئة الموقرة لمحاسبة عمهم الذي ألقاهم من دون خوف في الشارع؟ أليس هو الأولى بالمحاسبة جراء تفريطه في الأمانة الموكلة إليه؟ السؤال الثاني كم من الوقت يستغرق البت في الطلب العاجل؟ حقيقة أتمنى لو أعرف الإجابة... وأين دور الحماية ولماذا لم تستقبل الأطفال الثلاثة؟ الطفل صاحب التسع سنوات لماذا لم يعتبر محرماً لهما كالعادة أليس أخوهما؟ أسئلة كثيرة تدور داخل عقلي تنتظر إجابة حقيقية وشفافة من المسؤولين؟ الأسبوع الماضي تعرضت فتاة للطرد كما ذكر الخبر، إذ طرد مسن يبلغ من العمر 60 عاماً حفيدته التي تبلغ من العمر (17 عاماً) مساء أول من أمس من منزله في المدينةالمنورة، حيث كانت تعيش معه بعد طلاق والديها وزواج كل منهما، وذلك إثر طلبها منه الاهتمام بها وتلبية طلباتها المعيشية والدراسية، غير أنه قرر طردها واستدعى لها الدوريات الأمنية، التي أحالت ملف القضية إلى شرطة الخالدية. وكان زوج والدة الفتاة رفض أن تعيش مع والدتها، مما دفعها للذهاب إلى منزل جدها لوالدها الذي رفض أيضاً إيواءها، لتغادره إلى جدها لأمها الذي قبل على مضض، خصوصاً أن والدها يعيش في مدينة ينبع وزوجته الجديدة لا ترغب في وجودها بينهما! على رغم نجاح بعض الحالات إلا أنني ما زلت أرى أن مفهوم الحماية وثقافة الاحتراز من المخاطر غائبان حتى إشعار آخر، فالأسبوع الماضي أيضاً اعتدى زوج على زوجته الحامل في شهرها الأخير، وذهبت إلى أحد مراكز الشرطة الذي رفض دخولها بحجة «إحضار محرم»، فقامت السيدة بالذهاب إلى مستشفى لأخذ تقرير بذلك، فرفض المستشفى إعطاءها التقرير الخاص بها «على رغم أنها أصيبت بنزيف كان من الممكن تعريضها وجنينها للخطر»، إلا بطلب من الشرطة، اتصلتُ بعدد من المحامين لعلي أتمكن من مساعدتها، فأوصوني كلهم بعدم تضخيم الموضوع ومحاولة حل الموضوع بصورة ودية! جربت الاتصال بالرقم الموحد (1919)، فمرة يأتيني صوت آلي بترك البيانات الخاصة الكاملة، ومرة لا أحد يرد؟ أسبوع مرّ على هذه الحادثة وبعدها تراجعت السيدة عن الإبلاغ، لأنها تشعر بأن لا أحد بجانبها، طالبة مني أن أكف عن أحلامي... وفي الحقيقة إنه شعوري نفسه. أكتب مقالي هذا ورزقي على الله. [email protected]