باريس - «الحياة» - تصدّرت الأزمة السورية محادثات قطرية - فرنسية، وأخرى قطرية - عراقية في الدوحة أمس. واستقبل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه كما اجتمع الوزير الفرنسي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم وجرى تبادل وجهات النظر حول دعم العلاقات الثنائية والمواقف حول الأوضاع في المنطقة وبينها الوضع السوري. وجرى أيضاً تناول الأزمة السورية أثناء اجتماعات عقدها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي التقى أمير قطر. وكان اجتمع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية وهو رئيس اللجنة العربية المعنية بالملف السوري. وأكد زيباري أن مشاوراته في قطر تناولت الوضع في سورية وبخاصة مبادرة الجامعة العربية. ورأى أن أحداث الربيع العربي «ثورة حقيقية للشعوب من تونس إلى مصر وسورية واليمن»، مؤكداً أن مشاوراته في الدوحة تناولت الوضع في سورية، وبخاصة مبادرة الجامعة العربية. وقال زيباري: إن ما نتفق عليه هو أن يبقى الحل في سورية ضمن الإطار العربي لمعالجة الأزمة بعيداً من التدخلات الأجنبية. ووصف الموقف العراقي بأنه «متميز ومستقل» وعزا امتناع العراق عن التصويت بتأييد أو رفض القرار العربي إلى أن «لدينا مصالح وعلاقات وأوضاعاً متداخلة بين العراق وسورية وهي ليست كأوضاع أي بلد آخر». وشدّد في لقاء مع الصحافيين على أن «هذا لا يعني أن العراق لا يؤيد الشعب السوري أو لا يرفض الانتهاكات أو لا يؤيد اختيار الشعب السوري للنظام السياسي الذي يريده، مؤكداً أن العراق «لا يؤيد سفك الدماء واستهداف المتظاهرين المسالمين، ونحن لا نؤيد تلك الممارسات لكن نريد أن تسود الحكمة في المعالجة». وسئل عن تدويل الأزمة السورية، فقال: إن كل القضايا مدولة في شكل أو في آخر، لكن التدويل بالتدخل العسكري غير مطروح، تركياً ولا أوروبياً ولا أميركياً، لكن التدويل باتجاه منظمات إنسانية ودولية لحقوق الإنسان ومنع الانتهاكات فهذا موضوع آخر. وعن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الخميس المقبل، لفت إلى أن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم «كان فيها بعض المرونة». وكان المعلم قال أول من أمس إن المبادرة العربية لم تنتهِ وإن «هناك أخذاً ورداً حولها». وأوضح زيباري أنه كانت هناك تحفظات سورية في شأن حرية تنقل هيئة مراقبة عربية، لكن المعلم أعلن أن سورية تسمح بحرية تنقل أعضاء اللجنة. وعن احتمال نشوب حرب أهلية في سورية، قال: إنها لا تأتي بقرار، إنها نتيجة ممارسات. وأوضح أن «الخوف إذا أصبح النزاع مسلحاً وله طابع طائفي. آنذاك تحدث الحرب الأهلية»، مؤكداً أن كل الدول العربية ترفض انزلاق سورية إلى ذلك المنزلق لأنه سيكون لها تبعاتها على المنطقة. كما نفى دخول أية مجموعات مسلحة عراقية إلى داخل سورية أو قيام الحكومة العراقية بتقديم أية أموال للحكومة السورية كمساعدة أو تزويد العراق سورية بالنفط أو زيت الغاز. كما أعتبر موضوع سحب السفراء العرب من سورية «مسألة سيادية وأن غالبية دول مجلس التعاون الخليجي سحبت سفرائها ونحن سفيرنا موجود في دمشق». وسئل زيباري حول هل سيلتزم العراق بقرار محتمل لفرض عقوبات اقتصادية على سورية فرد «ليست لدينا استثمارات هائلة في سورية، ربما تكون هناك استثمارات لدول الخليج «. وأكد أن نهاية العام ستشهد خروج كال القوات الأميركية من العراق «وأن الانسحاب قائم على قدم وساق ولا تغيير في تنفيذ «الاتفاقية بين العراق وأميركا، مشدداً على أن العراق لا يتدخل في شؤون دول أخرى وأنه لن يسمح لدول أخرى بالتدخل في شؤونه. ودعا وزير الخارجية العراقي قطر إلى فتح سفارة في بغداد. وأعلن حرص بلاده على تفعيل العلاقات مع الدوحة، في إشارة واضحة إلى مساعي تذويب الجليد الذي اعترى علاقات البلدين خلال السنوات الماضية. وكشف أن وزيراً قطرياً سيزور العراق الجديد للمرة الأولى وسيزور النجف قريباً لحضور احتفالية بالنجف عاصمة للثقافة الإسلامية. في موازاة ذلك أجرى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه محادثات في الرياض مع ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بحضور نائبه الأمير عبدالعزيز بن عبدالله ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز بحضور نائبه الأمير خالد بن سلطان. وقالت مصادر فرنسية مطلعة إن هناك تطابقاً كبيراً في الرأي بين فرنسا والسعودية حول الملفات الساخنة في المنطقة ومنها إيران وسورية ودعم مصر.