اختتمت في العاصمة العراقية “بغداد” اليوم أعمال القمة العربية ال 23 بحضور تسعة زعماء عرب وممثلين عن 21 دولة عربية وغياب سوريا بعد اقرار جدول الاعمال المكون من تسعة بنود اضافة الى “اعلان بغداد”. وطغا موضوعا سوريا والهواجس الأمنية الناجمة عن تداعيات الثورات العربية على كلمات الزعماء ورؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية ال23، التي بدأت أعمالها ظهر اليوم بالعاصمة العراقية بغداد وحضرها عشرة رؤساء فقط من بين 22 رئيسا. كما تناولت هذه الكلمات قضايا أخرى مثل القضية الفلسطينية وموضوع الصومال واليمن والخلاف بين السودان ودولة جنوب السودان والعمل العربي المشترك. ودعا القادة العرب في ختام القمة التي استضافتها بغداد الخميس للمرة الاولى منذ 22 عاما، الى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، مسلمين بتدويل الازمة ومطالبين دمشق بالتطبيق الفوري لخطة كوفي انان. ونص القرار الخاص بسوريا الذي حظي باجماع المشاركين وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه على دعوة “الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة الى التعامل الايجابي مع المبعوث المشترك (كوفي انان) لبدء حوار وطني جاد”. وطالب “القادة العرب المعارضة السورية بكافة اطيافها بتوحيد صفوفها واعداد مرئياتها من اجل الدخول في حوار جدي يقود الى تحقيق الحياة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري”. ودعوا “الحكومة السورية الى الوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل”، مشددين على “موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الاقليمية وتجنيبها اي تدخل عسكري”. وايد “اعلان بغداد” الذي صدر في ختام القمة على “التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي (...) ودعم مهمة السيد كوفي انان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية”. وشدد على “ضرورة التنفيذ الفوري والكامل” لهذه الخطة. وطالب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اثر الجلسة الختامية للقمة، دمشق بتطبيق خطة انان المكونة من ست نقاط “بالكامل وفورا”. وشدد على ان “الطابة في ملعب سوريا وعليهم ان يتحركوا ايجابا، وما يحدث بعد ذلك سيقرره مجلس الامن”، مضيفا ان “المسار السياسي ياخذ بعض الوقت وهذا طبيعي لكن المطلوب وقف نزيف الدم”. وجدد زيباري من جهته تاكيده على ان “الازمة السورية دخلت دائرة التدويل”. وخيمت الازمة السورية على القمة العربية منذ اولى الاجتماعات التحضيرية لها، وسط تباين بين الدول العربية حول كيفية التعامل مع احداث سوريا حيث تدور احتجاجات منذ اكثر من عام يواجهها النظام بالقمع وقتل فيها الآلاف. وانعكس هذا التباين على الحضور حيث شارك تسعة زعماء دول عربية فقط، ابرزهم امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي قام بحضوره بزيارة تاريخية هي الاولى من نوعها منذ اجتياح العراق للكويت ابان نظام صدام حسين العام 1990. وغاب في مقابل ذلك عن القمة زعماء دول مهمة مثل السعودية ومصر والامارات وقطر، علما ان سوريا لم تحضر بسبب تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية على خلفية قمع الاحتجاجات فيها. وتتخذ السعودية وقطر اللتان ارسلتا مندوبيهما الدائمين لدى الجامعة العربية لتمثيلهما، موقفا متشددا حيال النظام السوري وتؤيدان تسليح المعارضة، بينما تدعو دول عربية اخرى بينها العراق الى حوار وحل سلمي.