أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل، وقال في خطبة أمس (الجمعة): «في هذه الحياة نظم ومناهج وأفكار وبنايات سامقة تراها كأعالي الأشجار وحين تهب الرياح العواصف وتثور الزلازل تنهار الصور الزائفة وتسقط البنايات المشيدة، وينكشف عيبها وخللها والمتأمل اليوم يرى تسارعاً في انهيارات متعددة في المال والاقتصاد والحكم والسياسة والأفكار والمناهج، ويرى حيرة كبرى لأرباب المال ودهاقنة السياسات ثم يلتفت فيرى بناء الإسلام ثابتاً مستقراً، أصله ثابت وفرعه في السماء، حين تتأمل مبادئ الإسلام في كل جوانبه ترى قيماً راسخة البنيان عصية على الذوبان في العقيدة والفكر والعبادة والتشريع والأخلاق والسلوك صالحة لكل زمان ومكان وهو تأمل يجب على المسلم أن يتذكر فيه فضل الله عليه ويستشعر قيمة دينه وإنعام الله به عليه. وأشار إلى أن مما أفسد الدين وحرف التدين الغلو والتنطع والمبالغة بغير علم، وتعظيم الأولياء والصالحين أو تعظيم آثارهم، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال (لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله). وفي المدينةالمنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين القاسم إن من أدى فريضة الحج أو غيرها واجب عليه الحفاظ عليها من الرياء بها أو المباهاة أو المفاخرة، ومن ادخل في عبادته رياء أو سمعة أو ابتغى مدح الناس له لم تقبل منه عبادته، ولن يكون له منها سوى التعب والنصب، ومن أخلص لله تقبل الله عمله وضاعف أجره. وأوضح أن من لبى في حجه بالتوحيد وكبره بالعيد وجب عليه الوفاء بوعده مع الله بألا يدعو سواه ولا يلجأ إلى غيره، ولا يطوف بغير الكعبة ومن توجه إلى الله أعانه، وليس من شرط صحة الحج زيارة المدينة النبوية بل قصد مسجدها سنة رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم للحاج وغيره بالصلاة فيه فهو أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها، وصلاة فيه عن ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، ومن وصل إلى المدينة وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فمن المشروع له زيارة مسجد قباء وتشرع له زيارة مقبرة البقيع وشهداء أحد للدعاء لهم وللعظة والعبرة بتذكر الآخرة، والميت لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً ولا يتعلق به وإنما يدعى له بالمغفرة والرضوان ومن يدعى له لا يدعى مع الله.