14 نوفمبر الماضي كان اليوم العالمي للسكري، ومنظمة الصحة العالمية تعرفه على أنه «مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال». يتجاوز عدد المصابين بالسكري 346 مليون نسمة، وتذكر منظمة الصحة العالمية أن اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن معقول وتجنّب تعاطي التبغ من الأمور التي يمكنها الإسهام في توقي السكري. والأرقام التي قرأتموها خلال اليومين الماضيين تؤكد أن بلادنا ومنطقتنا الخليجية مبتلاة بنسب نمو عالية لهذا المرض حماكم الله منه، وشفى كل المصابين به، وأتذكر أن لدينا مسلّمة إعلامية صحية أن ثلث السعوديين مصابون بالسمنة، وربعهم مصاب بالسكري. الثقافة الحياتية إن صحت العبارة أسهمت في ذلك، ولن أتحدث عن الكسل وقلة العمل البدني، وعدم ممارسة الرياضة، فهي باتت بديهيات تبلد البعض عن الوعي بها، وطنش البعض الآخر، واهتم نفر آخر بها فنفعوا أنفسهم وبلادهم. تأملوا جيداً، وإذا لم أكن مخطئاً فإن البنات في الغالب أول ما يتعلمن من أمهاتهن إعداد «الحلى»، أو الحلو كما يقول الإخوة في الشام، وهذا أمر محدث في ثقافتنا الغذائية والتربوية، وليست المشكلة أن تكون مثل هذه الإطباق بداية خبرات الفتاة في إدارة المنزل، لكن المشكلة في الكميات «التجارية» التي ينتجها كل منزل، فالحلو في الأعراف الغذائية الواعية «حتة صغننة» تغير الطعم وتمنح بعض الطاقة والبهجة. انظر إلى كميات السكر الصناعي المستهلك في أطباق الحلى، وستعرف لماذا وصلنا الى هذه الأرقام؟، وبالانتقال إلى الجهة «الخشنة» فإن الشاب العازب أو صاحب الرحلات البرية أول ما يتعلم في الطبخ هي ال«كبسة»، ذلك الخليط ثقل الوزن والهضم من البروتينات والدهنيات والنشويات، وهذه الأخيرة هي عبارة عن سكر «مصبوب» على شكل حبة رز إن صحت الاستعارة. البنت تتزوج ولديها قناعات غريبة عن الحلويات، تضعها لزوجها وضيوفه بشكل شبه يومي، وعلى ذكر الضيافة فقد نجحت محلات القنابل الغبية -أقصد محلات الحلويات- في تكريس ثقافة الحلو للضيوف بينما نحن ننتج محصولاً عظيماً من التمور يكفي نصف سكان العالم، وأيضاً نستهلكه على ما فيه من السعرات الحرارية، لكنه يبقى أقل ضرراً بكثير من الحلويات. في معظم الشوارع التجارية للمدن الكبرى توجد محلات حلويات، عددها قياساً لعدد السكان مهول لو أخذنا بالنسبة والتناسب، والبقالات تبيع الحلويات، والمخابز، وتقدم في المؤتمرات، والندوات، حتى ليخال المرء أن هناك حصراً سكرياً يحيط به أينما حل. إنه يوم عالمي لبلية صحية، وهي أيضاً بلية ثقافية، ونصيحتي، لا تعلمين ابنتك كيفية إعداد طبق حلو، علميها كيفية إعداد عقل أحلى. [email protected] twitter | @mohamdalyami