دعا أطباء مختصون بمرض السكر إلى أهمية اخذ الحذر والحيطة من ما تروجه بعض محلات الحلويات من وجود حلويات خاصة لمرضى السكري تدعي بملاءمتها لهم وعدم ضررها عند تناولهم لها حتى ولو بكميات كبيرة واستغلالهم لحاجة المريض ورغبته بتناولها في مناسبات العيد . وأكدوا أن هذه الحلويات غالبا ما تكون مجهولة المحتوى وغير معرفة المكونات إضافة إلى ارتفاع السعرات الحرارية وتفتقد للإرشادات المهمة للمريض للمحافظة على صحته وعدم اللحاق بمضاعفات تلحق الضرر به . ففي البداية يقول الدكتور صالح بن جاسر الجاسر استشاري أمراض السكري والغدد الصماء بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض انه عند إصابة الإنسان بمرض السكري فان مراحل علاجه تمر بخطوات أولها الحمية الغذائية وثانيها ممارسة التمارين الرياضية وعند فشلها فان اخذ العلاج المناسب حسب إرشاد الطبيب هو الحل الأمثل , ومريض السكر يجب عليه تجنب السكريات البسيطة وهي التي تكون موجودة في السكر العادي والعصيرات المحفوظة والحلويات التي تدخل في تصنيعها السكر العادي وهذه السكريات البسيطة تمتص من قبل الجسم بسرعة كبيرة وتؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم بسرعة لهذا السبب دأبت شركات التغذية بتصنيع محليات السكر وهذه تقوم بإعطاء الطعام الطعم الحالي من دون رفع نسبة السكر بالدم . واشار إلى أن المواد المستعملة تخضع لرقابة صارمة من قبل الهيئات الغذائية العالمية للتأكد من سلامتها وعدم الضرر على المريض . وكشف الدكتور الجاسر خطورة ما تروجه معامل الحلويات من تصنيع حلويات تدخل هذه المحليات في تصنيعها ووضع على هذه الحلويات عبارة أنها صالحة لمريض السكري . واوضح بقوله : إن هذه الحلويات لا تخضع لرقابة صارمة للتأكد من محتوياتها كما وان هذه الحلويات يدخل في تصنيعها مواد دهنية بنسبة كبيرة وتعتبر غير صالحة لمريض السكري كما وتفتقد إلى الإرشاد عن محتوياتها الغذائية وكمية السعرات الحرارية الموجودة فيها وبالتالي هي مضرة بمريض السكري الذي يعتقد بسلامتها ثم يكثر منها وقد ادخل بتصنيع هذه الحلويات ما يسمى بسكر الفواكه وهذا النوع من السكريات سريع الامتصاص في الجسم وقد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز بنسبة كبيرة لذا ينصح بعدم استعماله كبديل . من جانبه يشدد الدكتور اوس بن عبدالله الزيد استشاري الباطنة وامراض السكري في مستشفى القوات المسلحة بالرياض على أهمية علم مريض السكر انه لابديل له افضل من الطعام الطبيعي المتوازن . وقال إن التوجه العام وتوصيات الهيئات الصحية العالمية الحالية تدعو إلى عدم حرمان المريض حتى من تناول السكريات في الأكل ولكن ضمن وصفة غذائية متوازنة تناسب كل مريض بناء على معلومات عن وزن المريض ومستوى نشاطه اليومي ونسبة انضباط السكري في الدم لديه فلا نمانع من أن يتناول المريض ملعقة صغيرة من السكر أو العسل الطبيعي إن طاب له المذاق طالما انه متزن بأكله بصورة عامة حريص على أداء واجباته اليومية تجاه المرض من حركة ورياضة وان تكون نتائج فحص الدم لديه بالطبع منضبطة . ويعارض الدكتور الزيد تناول المريض ملعقة واحدة في حالة كونه بدينا اويعاني من زيادة في الوزن أو أن تكون نسبة السكر لديه حادة ومرتفعة مؤكدا أن أي تهاون في هذا المجال سيؤدي إلى تفاقم المشكلة بصورة اخطر . ويوضح : أن الأغذية المحلاة صناعيا وان كانت لا تحتوي على مادة السكر إلا أنها تحتوي على كثير من الأحيان على عناصر غذائية أخرى غير مرغوب فيها مثل الدهنيات بمعنى آخر صحيح أن الأغذية المشار إليها قد تكون خالية من السكريات ولكنها عالية السعرات الحرارية مما يعني أن تناولها والمواظبة عليها يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة وعواقب ذلك على المدى البعيد معروفة للجميع . وأبدى الدكتور الزيد اسفه الشديد من عدم الكشف عن تفاصيل المكونات الغذائية ومجموع السعرات الحرارية الكامنة في الأغذية الدارجة محليا أو التي تسوق على أساس أنها مخصصة لمرضى السكر في حين تصر الدول المتقدمة الان على إلزام المنتجين نظاميا عل كتابة المكونات الغذائية بالكامل على غلاف المعلومات الخاص بجميع المواد الغذائية المصنعة والمعروضة للبيع للمستهلك . وقلل من مخاطر استعمال حبوب التحلية المتعارف عليها اجتماعيا وطبيا والتي تضاف إلى الشاي أو القهوة كبديل عن ملعقة السكر ولم يمانع من تناولها غير انه أكد على أهمية مراجعة خبير التغذية لتلقي النصيحة الصحية الصحيحة والإجابة على أي استفسار فيما يخص شؤونهم الغذائية اليومية . وفي جولة على محلات الحلويات بالرياض التقت «الرياض» بمدير حلويات الكعكة الذهبية السيد ايمن الحلبي الذي أكد أن الحلويات الخاصة بمرضى السكري تم دراستها دراسة دقيقة وبإشراف طبي وذلك بالاعتماد على مادة السوربتول وهي مادة طبيعية من الذرة وليس لها أي علاقة بالمحليات الصناعية وتستخدم في الأغذية منذ نصف قرن تقريبا وتتميز بانخفاض سعراتها الحرارية بمقدار الثلث بالنسبة للسكر العادي إضافة إلى أنها تقلل من حموضة الفم ومن ضمن المكونات كذلك الطحين البر والزيت الخالي من الكلسترول مشيرا إلى أن الاسعا ر ليس بها أي نوع من الاستغلال كما يعتقد البعض مؤكداً أن هناك برشوراً خاصاً يعطى لمريض السكري لمعرفة محتويات الحلويات والتي توضح أن للمريض تناول 100 جرام من الحلويات يوميا دون أضرار تذكر غير انه لفت إلى أن الإقبال على هذا الصنف من مرضى السكر بات قليلا ويصنع حسب الطلب . إلى ذلك يؤكد الدكتور عبد العزيز الدخيل استشاري أمراض السكري بمستشفى الأمير سلمان بن عبد العزيز بالرياض أن مادة السوربتول هي من أنواع السكريات التي لا تمتص امتصاصاً كاملاً أو سكر الفواكه مع الحلويات وهذه يوجد بها سعرات حرارية اقل من السكر العادي ولكن يجب معرفة نوع السكر المتناول من قبل المريض وبالتالي يوفر المريض لنفسه الأمان وعدم الضرر . وقال الأهم هو وجود محل متخصص والتأكد من نوع السكر الموجود تفاديا من الوقوع بالغش أو التدليس.