ألقى رئيس الحكومة المصرية عصام شرف بثقله لإنقاذ وثيقة «المبادئ الدستورية» المعروفة باسم «وثيقة السلمي»، والتقى أمس ممثلين عن «الإخوان المسلمين» والسلفيين، فيما تعرضت مسيرة لمئات الأقباط في القاهرة أمس لهجوم من جانب بعض الأشخاص أسفر عن إصابة 7 مواطنين بجروح، واستدعى تدخل قوات الأمن التي منعت وقوع مذبحة جديدة للأقباط. واجتمع شرف أمس مع رئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان»، محمد مرسي ونائب رئيس»الجمعية السلفية» ياسر برهامي بحضور وزير الداخلية منصور العيسوي ونائب رئيس الوزراء علي السلمي. وعلمت «الحياة» أن مرسي وبرهامي حصلا على تطمينات حكومية في شأن الاستجابة لمطالب الإسلاميين التي تتركز على أن تكون الوثيقة الدستورية «استرشادية» وعدم تضمينها أي قيود على تشكيل اللجنة التأسيسية التي سيشكلها البرلمان الجديد. لكن تلك التطمينات لم تلبِ طموحات الإسلاميين الذين أصروا على استصدار بيان رسمي تتعهد فيه الحكومة بالاستجابة لتلك المطالب. وعلمت «الحياة» أن الاتجاه الأقرب هو «تجميد» الوثيقة أو طرحها كوثيقة «استرشادية» مثل غيرها من الوثائق التي خرجت في الشهور الأخيرة. وقال نائب المرشد العام لجماعة «الإخوان» رشاد البيومي ل «الحياة»: «تلقينا حزمة من الوعود بحل المسائل المختلف عليها في شأن وثيقة المبادئ الدستورية»، موضحاً أن «الحكومة وعدت بحل أزمة المادتين 9 و10 التي يقول المعارضون للوثيقة إنها تعطي صلاحيات واسعة للمجلس العسكري، كما أنها وعدت بأن تكون الوثيقة استرشادية وملزمة لمن وقع عليها». وأضاف «غير أننا نرفض تلك الوعود الشفهية، وتلقينا خلال الأيام الماضية تعهدات كثيرة لكن حين يأتي وقت التنفيذ لا نجد شيئاً»، مشدداً على ضرورة أن «تخرج الحكومة ببيان رسمي تتعهد فيه بتلك الخطوات»، وأكد أن جماعته حسمت أمرها وستنزل إلى الشارع اعتراضاً على الوثيقة. وبدأ «الإخوان» والسلفيون منذ يوم أمس في حشد أنصارهم للمشاركة في مليونية «جمعة حماية الديموقراطية» في ميدان التحرير اليوم، بينما أعلنت حركة «شباب 6 أبريل» و»ائتلاف شباب الثورة» إضافة إلى أحزاب سياسية عدة في مقدمها «حزب الغد» المشاركة في التظاهرة. في غضون ذلك منعت قوات الأمن أمس وقوع «مذبحة جديدة» للأقباط حيث تعرضت مسيرة للعشرات منهم خرجت من ضاحية شبرا (غرب القاهرة) باتجاه مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) للاعتداء من قبل أهالي الحي، الأمر الذي أدى إلى سقوط 7 جرحى، ليقرر بعدها المتظاهرون التراجع وعدم إكمال المسيرة، محملين قوات الأمن المسؤولية عما حصل، خصوصاً بعد حصولهم على التصريحات الأمنية اللازمة. واتهم الأقباط «بلطجية» بالاعتداء عليهم. وكانت المسيرة تستعد للوقوف أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون في ماسبيرو لإحياء ذكرى ضحايا الاشتباكات التي وقعت مطلع الشهر الماضي أمام المبنى نفسه. وتعرضت المسيرة للرشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف من قبل مجهولين قبل أن تتدخل الشرطة وتطوق المكان.