اعتبر مراقبون إسرائيليون تحذير رئيس الهيئة السياسية – الأمنية في وزارة الدفاع اللواء المتقاعد عاموس غلعاد مطلع الأسبوع من أن سقوط النظام السوري «سيأتي بإمبراطورية إسلامية بزعامة الأخوان المسلمين»، دليل على قلق إسرائيل من التطورات داخل جاراتها الشمالية على رغم أن أركان الدولة العبرية يحرصون على التقليل من التعقيب على التطورات في سورية بتعليمات مباشرة من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. وكانت التعليقات الإسرائيلية الأولى على الثورة في سورية عكست انقساماً في الرأي في الدولة العبرية بين مؤيدين لبقاء النظام السوري بداعي أن الحدود مع سورية تنعم بالهدوء منذ العام 1973 وأن سورية دخلت مفاوضات جادة مع إسرائيل للتوصل إلى سلام، وبين متحمس لسقوط النظام بداعي أن في الأمر إضعافاً لحزب الله اللبناني. لكن تصريح غلعاد يؤشر إلى قلق إسرائيلي من «سيطرة الأيديولوجية المعلنة للأخوان المسلمين بإقامة امبراطورية إسلامية في مصر وسورية والأردن ومحو إسرائيل عن الخريطة»، كما قال مضيفاً أنه يجدر بإسرائيل تحسين علاقاتها مع تركيا «لأننا غير قادرين على المواجهة في جبهات كثيرة». وترى وسائل إعلام إسرائيلية أن تطورات الأيام الأخيرة التي تنذر بحرب أهلية في سورية تحتم على إسرائيل أخذ الحيطة والحذر من احتمال تغير النظام، مستذكرين تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن «أطرافاً إسلامية راديكالية وجهات إرهابية» ستحل محل النظام السوري الحالي في حال سقوطه. وأضافت أن أكثر ما ينبغي على إسرائيل خشيته من سقوط النظام الحالي، «بالرغم من عدائه الشديد لها»، هو حصول فوضى واندلاع أعمال عنف على الحدود مع سورية تستوجب من الجيش الإسرائيلي حشد قوات كبيرة على الحدود «في وقت لا تتمتع الحدود المصرية – الإسرائيلية أيضاً بالهدوء». وكتبت صحيفة «جيروزلم بوست» في افتتاحيتها أمس أنه على رغم أن سورية في ظل النظام الحالي تمثل خطراً استراتيجياً تقليدياً لإسرائيل وأنها وفرت القواعد للتنظيمات الفلسطينية المتطرفة، وعبر أراضيها تم نقل السلاح من إيران إلى «حزب الله» ليستخدمه في حرب العام 2006، «إلا أنه ينبغي الإصغاء لتحذير وزير الخارجية الروسي». وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لا تعرف الكثير عن رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون ولا عن العميد رياض الأسعد، «باستثناء أنه سني أسوةً بغالبية المنشقين عن الجيش السوري الذين يأتمرون بإمرته... ولذا، يجب أن يكون واضحاً أن الانتقال الفوضوي والعنيف للسلطة في سورية لا يصب في مصلحة إسرائيل». وكتب الديبلوماسي سابقاً بوعز بيسموث في صحيفة «إسرائيل اليوم» أمس أن تطورات الأيام الأخيرة في سورية المتمثلة أساساً في اتساع رقعة الانشقاق في الجيش السوري تؤكد أن النظام السوري بات أقرب من أي وقت مضى آيلاً للسقوط وأن سورية على شفا حرب أهلية «قد تطول كثيراً وتكون الأعنف.. لكن العد التنازلي لنظام بشار الأسد قد بدأ». وأضاف أن سقوط نظام الأسد ليس «أخباراً سارة» لايران ولحزب الله «لكنها ليست بالضرورة أخباراً سارة لنا إزاء السيناريوات الكثيرة لسورية ما بعد الأسد».