وفق تقرير نشرته مجلة «وايرد» WIRED العلمية الشهيرة، حقّق الهاتف الذكي الرائد «غالاكسي أس 2» Galaxy S II الذي تصنِّعه شركة «سامسونغ» Samsung، نجاحاً باهراً منذ إطلاقه في السوق الأميركية، ما يشكل مثالاً بارزاً على النجاح المتواصل لنظام تطبيقات «أندرويد» Android، الذي ابتكره محرك البحث «غوغل»، في سوق الهواتف الذكية عموماً. ووصلت مبيعات «غالاكسي أس 2» إلى 10 ملايين جهاز، فتضاعف حجمها خلال ثمانية أسابيع من عبورها حاجز الخمسة ملايين الذي سجلّته بعد فترة قصيرة نسبياً من انطلاقته. وبدأ بيع هاتف «غالاكسي أس 2» داخل الولاياتالمتحدة في أواخر آب (أغسطس) وأُطلُِق مع نسخ معدّلة خُصّصت لشركات «سبرينت» و»إيه تي أند تي» و»تي- موبايل»، علماً أن تسويق هذا الهاتف بدأ عالمياً في نيسان (أبريل). ثمة أسباب تقف وراء هذه المبيعات المرتفعة. إذ انه هاتف متين، ناهيك بأنه يتضمن كل المواصفات التي جعلته ينال لقب «الخليوي الذكي الممتاز في عام 2011»، من قبل الإعلام المتخصص بالأجهزة الرقمية. ويعمل بواسطة معالج مزدوج النواة، تصل سرعته إلى 1.2 غيغاهيرتز. ويحتوي كاميرا بدقة 8 ميغابيكسل بإمكانها التقاط أفلام فيديو فائقة الوضوح. ويضمّ شاشة «سوبر أموليد» واسعة وواضحة الإضاءة، بحجم 4.52 إنش. ولا بد من الإشارة إلى أن «سامسونغ غالاكسي أس»، وهو سلف الهاتف الحالي «غالاكسي أس 2»، حقّق مبيعات كبيرة أيضاً ببلوغه عتبة العشرة ملايين مستخدم في غضون ستة أشهر من إطلاقه. أما هاتف «موتورولا درويد بايونك» Motorola Droid Bionic الذي ظهر في المخازن الأميركية في مطلع الخريف الحالي، فهو هاتف ذكي يعمل أيضاً استناداً إلى نظام «أندرويد» في التطبيقات. ومن المتوقع أن يسجل أرقاماً قياسية في المبيعات. ولا يزال من المبكر التكهُّن بمدى انتشاره. وجاء نجاح الهاتف «غالاكسي أس 2» في أعقاب الرواج المتنامي لمنصة تطبيقات «أندرويد» برمتها. فخلال الشهور القليلة الماضية، ظهرت تطبيقات «أندرويد» على نصف الهواتف الذكية (56 في المئة) عالمياً، وفق إحصاءات لشركة «نيلسن». وبذا، أحرز نظام «أندرويد» الذي صنعه «غوغل»، تفوقاً كبيراً على منافسيه. ولا تسيطر شركة «آبل» حاضراً سوى على 28 في المئة من السوق العالمية، فيما تحتل «ريسيرش أن موشن» Research In Motion (التي تصنع هواتف «بلاك بيري» Black Berry ) المرتبة الثالثة بحصة تبلغ 18 في المئة. وتُبرز الأرقام مدى قوة تطبيقات «أندرويد» إذ تستخدم معظم شركات الاتصالات الخليوية الرئيسية هذه التطبيقات التي باتت تحلّ على شاشة 170 طرازاً من الخليويات، بدءاً من الهواتف المتطورة الأبرز على غرار «غالاكسي أس 2» أو «نكسوس أس»، ووصولاً إلى النماذج المتدنية الثمن مثل «سامسونغ فايتاليتي» أو «هواوي إمبالس 4ج». وبفضل هذه التطبيقات، يبدو أن الجميع يجد الهاتف المثالي الذي يبحث عنه. وتلبي تطبيقات «أندرويد» حاجة الجمهور إلى أشياء متفاوتة وشديدة التنوّع، مثل لوحة مفاتيح تعمل باللمس من نوع QWERTY، أو شاشة بمشاهد متنوّعة، أو تقنية التواصل قريب المدى (أن أف سي) NFC، أو لوحة للألعاب الإلكترونية، أو مجموعة واسعة من المواصفات الأخرى. كما أن نظام «أندرويد» يتفوَّق على مقاربة «الحجم الموحَّد للجميع» التي تنتهجها شركة «آبل». بذا، يمكن القول أن «أندرويد» شرع في تخطي نظام التشغيل «أي أو أس» في العام 2010، كما اكتسح نظام «سيمبيان» Sympian منذ مطلع العام 2011. إلا أن شركة «نوكيا» تبدو كحصان رهان غير منضبط في هذا السباق. لقد انتقلت «نوكيا» من الاعتماد على نظام «سيمبيان» إلى نظام «ويندوز فون»، الذي لا يزال يضطلع بدور كبير في ميدان الهواتف الذكية. وفي السياق عينه، باتت سطوة هواتف «بلاك بيري» تتضاءل باستمرار، مع انتقال مستخدمي تلك الهواتف إلى استخدام تطبيقات «أندرويد». ومن غير الواضح إذا ما كانت حصة «أندرويد» في السوق ستصمد بعد إطلاق هاتف «أي فون 5» iPhne 5، خصوصاً إذا تمكَّنت «آبل» من الوصول إلى سوق الهواتف المسبقة الدفع المتدنية الثمن، من طريق هاتف «أي فون 4 أس». الأرجح أن المنافسة مرشّحة لمزيد من السخونة.